
وصف النائب المستقيل مروان حمادة لـ “النهار” ما جرى من تهريب للممنوعات إلى السعودية، بـ “الاعتداء الموصوف والآثم في آن على دولة قدّمت للبنان كل شيء، فهي التي ضمّدت جراحه في الحروب واستقبلت آلاف اللبنانيين وأعادت إعماره مراراً”.
وأضاف، “وإنّما في هذا العهد الفاشل ومع هذا الوارث الحاقد فإنّ التدمير الممنهج لعلاقات لبنان بأشقائه وأصدقائه مستمر، فالحملات على السعودية يومية عبر بعض الإعلام المكتوب ودون رقيب وحسيب، في حين أنّ حزب لله يقاتل في اليمن ويدعم كل أشكال الإرهاب تجاه السعودية، ما يعني أنّ هذا الاعتداء السافر على المملكة لن يتوقف “قبل خراب البصرة”، والبلد هو الخاسر بفعل تلك الممارسات التدميرية وفي ظروف مفصلية يمر بها لبنان”.
وسأل حمادة، “ماذا بقي لنا من مؤسسات في زمن النازية الجديدة وهذه الفاشية التي تمعن في ضرب خصائص لبنان من خلال إلغاء الحاضر والمستقبل، أكان على صعيد هجرة كبار الأطباء والأكاديميين أو على صعيد ضرب القطاع السياحي وكل ما يمت للزمن الجميل بصلة؟”.
وتابع، “إنّها حروب تحرير وإلغاء جديدة أرهقت اللبنانيين وأفقرتهم، نتاج حكم يقمع الإعلام والإعلاميين وتيار لم يقدّم للمسيحيين واللبنانيين إلا نموذج الهجرة والمآسي والنكبات، هو نظام يمتدّ من طهران إلى دمشق ونظامها الكيماوي، وصولاً إلى عهد في بيروت قضى على عاصمة هي ست الدنيا وقبلة الثقافة والإبداع”.
وأكد أنّ “عملية التهريب إلى السعودية، والتي تُعدّ عدواناً بكل معنى الكلمة، تستدعي وأكثر من أي وقت مضى دعم مبادرة بكركي، حيث بات الحياد الوطني، وبالأدلة الملموسة، مطلباً أساسياً ومن الثوابت، إضافةً إلى عقد مؤتمر دولي لحياد لبنان واتخاذ إجراءات حاسمة براً وجواً وبحراً حتى على أنقاض المرفأ المدمّر، من أجل وقف عمليات التهريب، حيث لا قدرة للبنان على لجم ما يحصل في ظل وجود الدويلة ضمن الدولة، هذا إذا بقي هناك من دولة في لبنان ومؤسسات لحماية البلد وأهله واقتصاده، وإنّ علاقاته مع أشقائه وأصدقائه لا يمكن أن تستقرّ إلا من خلال هذه العناوين الأساسية في المرحلة الراهنة، وأمام التدمير المتواصل لما تبقى من أشلاء لهذه الدولة وقطاعاتها ومرافقها، فالحدود باتت مسألة حيوية ولا يمكن أن يتمّ ضبطها إلا من خلال تلك اللاءات”.