شعار ناشطون

اللقاء الإيراني السعودي يلي “محادثات إقليمية سرية” في العراق

21/04/21 12:56 am

<span dir="ltr">21/04/21 12:56 am</span>

السبق الصحفي: علم موقع أمواج.ميديا أن اللقاءات المستمرة بين إيران والسعودية في العراق تأتي عقب سلسلة من الاجتماعات السرية التي عقدت في وقت سابق من هذا العام والتي جمعت بين عدد من الأطراف الفاعلة الإقليمية الأخرى. كما أكدت المصادر التي كشفت عن وجود مسار موازٍ جمع بين مسؤولين أمنيين من إيران والإمارات والأردن ومصر، أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني قد التقى بالفعل برئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان في بغداد.

التفاصيل: في حين كشفت صحيفة فاينانشال تايمز في 18 أبريل/نيسان عن لقاء مسؤولين إيرانيين وسعوديين في العراق في وقت سابق من هذا الشهر وأن الجولة الأولى من هذه المحادثات قد جرت في 9 أبريل/نيسان، علم موقع أمواج.ميديا أن خمسة اجتماعات على الأقل قد جرت قبل هذا التاريخ بين مسؤولين إيرانيين وعرب خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.

أفيد أن اللقاء الموازي قد جمع في بادئ الأمر بين مسؤولين إيرانيين وإماراتيين في يناير/كانون الثاني.
بعد انتهاء المباحثات بين إيران والإمارات في العراق، التقى مسؤولون أمنيون إيرانيون وسعوديون للمرة الأولى.
كشفت مصادر عراقية لأمواج.ميديا أن الاجتماع الثالث ضم وفدًا إيرانيًا وآخر أردنيًا إلى جانب السعودية والإمارات.
انضم ممثلون من مصر إلى الاجتماع الرابع.
قال المصدر إن الاجتماع الخامس تمحور بشكل أساسي حول “إجراء محادثات أميركية إيرانية غير مباشرة” من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
تجدر الإشارة إلى أن جميع الاجتماعات التي جرت خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير إلى شباط/فبراير كانت بين مسؤولين أمنيين.
هذا وعلم أمواج.ميديا أن اجتماع 9 أبريل/نيسان الذي جرى في بغداد بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين حضره من الجانب الإيراني مسؤولون من هيئات حكومية متعددة.

وبالإضافة إلى أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، حضر مسؤولون آخرون من الجانب الإيراني بما في ذلك مسؤولون من وزارتَي الخارجية والاستخبارات ومن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. حتى ذلك الحين، كانت تشكيلة الوفد الإيراني غير معروفة ولم يرد تأكيد حول ما إذا كان قاآني حاضرًا أم لا.

وتناولت محادثات 9 أبريل/نيسان بشكل رئيسي الوضع في اليمن، على الرغم من أن مصدرًا آخر مطلعًا على الاجتماعات أخبر أمواج.ميديا أن المحادثات تطرقت أيضًا إلى لبنان وسوريا في بعض النقاط.

بين السطور: أكدت مصادر متعددة أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لعب دورًا جوهريًا في تسهيل اجتماعات بغداد. وأفيد أن الكاظمي مقتنع بأن هذه اللقاءات تعزز وتتوافق مع رؤية “المشرق الجديد” خاصته التي تشمل تفاهمات أمنية وسياسية بين الأطراف الرئيسية في المنطقة.

وكانت العلاقات بين إيران والسعودية قد تدهورت تدريجيًا خلال العقد الماضي وقد غذّت هذا التدهور بشكل رئيسي التوترات في العراق ولبنان وسوريا واليمن. كما أدى إعدام رجل دين شيعي معارض في السعودية مطلع عام 2016، الذي قام على إثره حشد غاضب بإحراق السفارة السعودية في طهران، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

في غضون ذلك، تطورت الحرب في اليمن على مر السنين لتتحول إلى حرب غير مباشرة بين طهران والرياض، حيث استهدف السعوديون المتمردين الحوثيين، من الشيعة الزيدية المتحالفين مع طهران، ورد الحوثيون بإطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية. وإذا ما نظرنا إلى البعد الإضافي لسلسلة الهجمات السرية على السفن الإيرانية في البحر الأحمر، يبدو أن هناك اليوم دافعًا قويًا لدى كلا الجانبين للتخفيض من التوترات.

وفي حين أشار مصدر لأمواج.ميديا إلى أن المحادثات في بغداد تأثرت بالتغيير في الإدارة الأمريكية، مع رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب وانتخاب جو بايدن، أكد مصدر آخر أن التطورات الأخيرة بشأن الملف النووي أعطت دفعًا للّقاءات الإقليمية الجارية.

في الواقع، أدت عملية تخريبية كبيرة طالت منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم في نطنز في 11 أبريل/نيسان، أُلقي باللوم فيها على إسرائيل، إلى قيام الجمهورية الإسلامية بمضاعفة جهودها في المحادثات الدبلوماسية الجارية في فيينا بهدف تسهيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. في موازاة ذلك، كما ذكر موقع أمواج.ميديا سابقًا، عمدت إيران إلى رفع مستوى التخصيب لدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة عن نسبة الـــ 20 بالمئة. ويشكل هذا التصعيد من جانب إيران خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، التي تسمح بنسبة تخصيب تصل إلى 3.67 بالمئة وهي النسبة اللازمة لتشغيل محطات الطاقة النووية.

وامتنعت كل من طهران والرياض امتناعًا تامًا عن التعليق على لقاءاتهما. وفي 19 أبريل/نيسان، لم يؤكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أو ينفي ما ورد عن المحادثات إذ قال: “الجدير بالذكر هو أن الجمهورية الإسلامية في إيران لطالما رحبت بالحوار مع المملكة العربية السعودية وتعتبر أنه يصب في مصلحة شعبي البلدين وكذلك في مصلحة السلام والاستقرار في المنطقة”.

المستقبل: لا تزال نتيجة اللقاءات الإقليمية التي جرت في العراق غير واضحة حتى اليوم. ففي 20 أبريل/نيسان قال سفير إيران لدى العراق إيرج مسجدي إن طهران “تدعم وساطة بغداد لتقريب طهران من الدول التي واجهنا معها تحديات أو تلك التي فترت العلاقات معها، وقد تم إبلاغ المسؤولين العراقيين بذلك.” وأضاف مسجدي، “لم نتوصل بعد إلى نتائج واضحة وتقدم ملحوظ. دعونا ننتظر أن تمضي هذه العملية قدمًا ويمكننا حينئذ أن نلمس نتائج عملية”.

والواقع أن عقد الاجتماعات بعد سنوات من المماطلة والتوترات المتصاعدة هو بحد ذاته أمر إيجابي. علاوة على ذلك، طفت على سطح هذه الاجتماعات ما يستحق الإشارة إليه ومنه دور الإمارات العربية المتحدة التي تشارك عسكريًا في اليمن أو التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتي أخذت زمام المبادرة من جديد لتحذو المملكة العربية السعودية حذوها، ولكن بحذر أكبر.

بالإضافة إلى أهمية المحادثات الجارية، يجب أن نأخذ بالاعتبار سبب تسريب معلومات عنها في هذا الوقت بالتحديد. في الواقع، ليس من الواضح ما إذا كان التسريب قد حدث بعد أن وصل الجانبان إلى طريق مسدود في لقاءاتهما.

أخيرًا، وعلى صعيد متصل، لا يجب أن ننسى أنه موسم الانتخابات في كل من العراق وإيران. وتسعى مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، بدءًا برئيس الوزراء الكاظمي في بغداد وصولًا إلى مجموعة من الشخصيات في طهران، إلى تقديم نفسها كجهات محاورة ورجال دولة ناجحين وموثوقين. وفي حين أن السلام والاستقرار في المنطقة هما بالتأكيد هدفان جديران بالمحاولة من قبل معظم الجهات الفاعلة، لا ينبغي تجاهل قيمة (وجوانب) العلاقات العامة في هذه المحادثات.

تابعنا عبر