هنادي عيسى
أكد الممثل جورج شلهوب لـ “صوت بيروت إنترناشونال” أن التليفزيون اللبناني في الزمن الجميل كان ينتج نحو 300 ساعة درامية، فضلًا عن الإنتاجات الخاصة التي كان يتم تصويرها في اليونان والمغرب، لكن الوضع تغير بعد ذلك، مضيفًا: “بعد انحسار تلفزيون لبنان عن الساحة ووجود تلفزيونات أخرى كانت تتولى تكليف المنتجين بأعمال فنية بميزانيات ضئيلة، اضطر المنتجون إلى الاستغناء عن كبار الممثلين والكتاب ليضمنوا استمرار عملهم، وهو ما أثر كثيرًا على الإنتاجات التليفزيونية، إلى أن أصبح هناك منصات إلكترونية وغيرها تطلب إنتاجات عربية، فعادت الأمور إلى طبيعتها وأصبح الإنتاج ذا قيمة، خاصة وأن هذه المنصات تطالب بنوعية فنية جيدة من ناحية النص أو الصورة أو الإخراج أو التمثيل”.
وكان اسم الممثل اللبناني جورج شلهوب قد لمع وتألق في أدوار عدة، متنقلًا بين المسرح والسينما والتليفزيون، معاصرًا أجيالًا عدة على مدار 50 عامًا، شارك خلالها في بطولة أكثر من عمل، كما كانت له تجارب عدة في الإخراج والإنتاج، واستطاع أن يخلق لنفسه شهرة على مستوى الوطن العربي، مسجلًا في دفتر أعماله الفنية الكثير من الإنتاجات الناجحة والبارزة.
يعد جورج شهلوب أول فنان لبناني شارك بالتمثيل وأنتج وأخرج مسلسلًا خارج الاستوديو، مكونًا من 8 حلقات بعنوان “شبح الماضي”، تحت القصف في بيروت عام 1983، الذي عُرض عام 1985، وانتج بعد ذلك مسلسل بعنوان “سجين بين الأصابع” عام 1986″، وقل متذكرًا السنوات الأولى لبدايته الفنية: “الأزمة التي مر بها لبنان منذ عام 1975 كانت قاسية جدًا على الفن اللبناني، فعندما عدت من أمريكا كان هدفي العمل مع شركة “وارنر براذرز” التي كان يتولى إدارة فرعها في روما عبد الله الشماس، ابن زوج المطربة اللبنانية صباح الأول نجيب الشماس، إذ كان من المفترض أن تُنتج أعمال في لبنان، ولكن نظرًا لظروف الحرب منذ 1975 التي دامت لسنوات تعطلت المشروعات الفنية”.
وأضاف: “مع العلم أن لبنان كان يمتلك في ذلك الوقت استوديو بعلبك الذي كان يعد من أهم الاستوديوهات، بما له من إمكانيات هائلة في التحميض والطبع وغيرها، وهناك أجانب ومصريون أنتجوا وطبعوا شرائطهم السينمائية في لبنان”.
تلك الأحلام بالعمل مع شركة وارنر براذرز العالمية لم يكتب لها النجاح، لكن لم يُثن ذلك عزيمته عن تطوير الفن اللبناني والحرص على دعمه، وهو ما دفعه إلى الجلوس على مقعد نقيب الفنانين اللبنانيين المحترفين، لكي يعطي دفعة جديدة للنقابة، وفي الوقت ذاته لم يمنعه منصبه عن عشقه الأساسي “التمثيل”، خاصة أنه ينتقي أدواره بدقة، حسبما أكد في حواره، لكنه قال إن المنصب عطله عن الإخراج قائلًا: “هذا المنصب عطلني قليلًا لأنني كنت أفكر في العودة إلى الإخراج بنصوص للكاتب والروائي أنطوان فرنسيس، التي تعجبني بشكل خاص إبداعاته”.
وتابع: “الدور النقابي يؤثر قليلًا على الوجود الفني، فهناك التزامات يجب أن نحترمها واجتماعات المجلس التي يجب أن تنعقد في موعدها”.
واجهت نقابة الفنانين المحترفين بلبنان بقيادة جورج شلهوب أزمات عدة، علّق عليها قائلا: “نعيش مشكلات على المستوى النقابي حاليًا، وأخرى مادية، وكل هدفنا الآن هو الاستمرارية والعيش في ظل هذه الظروف”.
“كان لبنان يعج بالإنتاجات المسرحية”، هكذا قال نقيب الفنانين اللبنانيين عن الحركة المسرحية في بلاده، مشيرًا إلى أنه مرّ على لبنان خلال الأربع سنوات الماضية ظروف أثرت على حالتها المادية والاقتصادية، مما أدى إلى تراجع إنتاج المسرحيات، حتى وصلت إلى 8 فقط في العام.
المصدر :صوت بيروت إنترناشونال