• ثم تحدث القاضي نبيل صاري، متناولا الموضوع من الجانب القانوني، حيث بدأ كلمته بتحية لكل من يبادر و يعمل على دحر اليأس للمطالبة بحقوق هذه المدينة. معتبرا أن مشاركته في تقديم الدعوى القضائية مع نخبة من أبناء طرابلس، هي تعبير عن موقف واضح، ينص على أننا ما زلنا نعتبر أن القضاء ملجأ أخير، من بعد ما يئسنا من وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار واتحاد بلديات الفيحاء. وكنا نتوقع من بعد عشرة أيام من تقديم الشكوى، أن تحول إلى المباحث الجنائية المركزية, لأنها تتعلق بإنفجار محتمل قد يكون بمستوى إنفجار مرفأ بيروت. ولكن فوجئنا أن حضرة مدعي عام التمييز، احال الشكوى إلى النيابة العامة وكأنها شكوى عادية بين إثنين مختلفين. ورغم ذلك ما زلنا منذ 8 شباط ننتظر تحديد موعد لندلي بإفادتنا ليتم استكمال التحقيق. وقال نحن بحاجة لقرار وليس إلى فرار، فهذه الشكوى ليست لرفع الحرج ، بل لتكون انطلاقه ودفع الى الأمام ، فلن نسكت من بعد اليوم عن هذا الموضوع. الذي هو فساد بيئي وليس تلوث بيئي فقط. وكشف أن هناك مفاوضات بين المتعهدين تجري بعيدا عن دائرة المناقصات وبعيدا عن الشفافية. وختم قائلا أننا مستمرون ومنصورون في هذه القضية المحقة، وفي حال قررت النيابة العامة أن تحفظ الشكوى – ولا أتوقع ذلك – سنتقدم بادعاء مباشرولن نترك الأمر. فالقوانين البيئية في لبنان كثيرة وتحفظ الحقوق، ولكن للأسف هناك تقصير وسوء بالتطبيق…

• من جانبه تحدث د.جلال حلواني متناولا الموضوع من المنظور العلمي والبيئي ، مفصلا عن أضرار الغاز الناتج عن هذا المكب العشوائي، وتحدث عن تاريخ هذا المكب الذي كان له محطات كثيرة لمعالجته حيث كان مقررا أن يكون هناك بديل عنه في 2005 ومن ثم تم التمديد للعام 2010 الى حين أن تعطلت وظائف هذا المكب في 2013 وتحدث عن الغازات الناتجة عن هذا المكب حيث النسبة الكبيرة لغاز الميتان الذي لا رائحة ولا طعم له ولكنه الأكثر خطورة على الصحة وهو قابل الى الاشتعال والانفجار. واعتبر أن تاريخ 2013 نقطة تحول مهمة لأنه تم توقيف احراق هذه الغازات ، وبالتالي فإن جبل النفايات مهدد بالحريق اذا تعرض لأي شرارة. وتحدث عن تقرير نقابة المهندسين الذي اعتمده السادة الذين تقدموا بالدعوى القضائية، حيث تمت زيارة ميدانية في شهر آب وتم معاينة المكان وبناء عليه كان اعداد هذا التقرير. وكشف أننا بحاجة لعشرة سنوات حتى بنفد Bio- Gaz ، ومما قاله ان لبنان كان يوجد فيه أربعة جبال نفايات وهم (النورماندي) الذي تحول الى الواجهة البحريه في البيال، والجبل الثاني في (صيدا) وتحول الى حديقة عامة، والجبل الثالث في (برج حمود) حيث تم تحويله الى مطمرين ، وبقي جبل واحد فقط في الجمهورية اللبنانية الموجود في طرابلس. واعتبر اننا نستطيع من الغد العمل في عملية التأهيل…

• تحدث د. خلدون الشريف شاكرا زملاءه في لجنة متابعة الدعوى المقدمة ومنوها بالمعلومات العلمية التي قدمها الدكتور جلال و التي بني عليها في تقديم الدعوى. واعتبر ان الموضوع التقني له اهله ومتخصصيه. ولكن ما يعنينا اننا اليوم ليس امام مكب واحد بل مكبين وهما المكب القديم الذي تحول الى جبل ينتج عنه اخطار كبيرة وكلها موثقة بتقارير علمية صادرة عن متخصصين وجهات بيئية. وعلى رأسها التقرير الصادر عن نقابة المهندسين، والمطمر الثاني ما يسمى بالمطمر الصحي حيث تبين ان المتعهد لم يلتزم بالمعايير الصحية والتقنية المطلوبة. ليتحول الى مكب يسلك نفس الطريق الذي سلكه سلفه. وتحدث عن الخطوة التي قام بها مع النائب نقولا نحاس والنائب علي درويش بتكليف من الرئيس ميقاتي حيث تم لقاء مع المحافظ ورئيس اتحاد الفيحاء ووضعوهم بالاخطار والاحتمالات المتداولة ، حيث تنصلوا من المسؤوليه واعتبروا انهم ليسوا الجهة المعنية بذلك. وبعد النقاش طلب ان يتم اعداد تقرير عن المكب فكان تقرير نقابة المهندسي الذي لم يعلن عنه وتقرير آخر لوزارة البيئة، ونتيجة هذا التقرير تم اصدار قرار باغلاق المكب ووضع حراس قضائيين لمراقبة تنفيذه. ولكن نمي الينا انه ما زال المكب يستقبل الشاحنات لتفريغ حمولتها من النفايات. ونمي الينا ان هناك اموال مقطوعة تؤخذ…. وللاسف من بعد ستة اشهر لم يتحرك احد من المسؤلين، والمسؤلية هنا تقع على مجلس الانماء والاعمار وعلى المتعهد وعلى المشرف وعلى اتحاد بلديات الفيحاء التي من واجبها متابعة كل التفاصيل. ومن منطلق الحرص على صحة الناس كانت الدعوى القضائية ، وختم انا اتمنى ان يستفاد من هذا اللقاء وهذه المنصة لتتظافر الجهود من كل ابناء المدينة وابناء القلمون والبداوي لرفع الضرر عن هذه المنطقة. وأكد على الاستمرار بالمطالبة بهذ الحق لأن الآخرين يعتمدون على قصر نفس الناس في ملاحقة حقوقهم. فليس من واجب الناس تقديم حلول فهذا واجب الدولة ووا جب المختصين لكن واجبنا ان نرفع الصوت والمتابعة لرفع هذا الضرر بكل الاشكال المتاحة. وختم قائلا أن الوقت لصالحنا اذا كنا ثابتين. الوقت لصالحنا اذا استطعنا تشكيل تجمع او تكتل ورأي عام لهذه القضية. وشكر كل من قدم الدعم في هذا الموضوع وخاصة الاعلام ، مذكرا بضرورة المتابعة والملاحقة واطلاق النشاطات والفعاليات التي تساهم في حماية المجتمع الطرابلسي من هذه الأخطار…

* ثم كان حوار ونقاش بين السادة المشاركين الذي اجمعوا على وجود خطر داهم من جراء عدم معالجة هذا المكب العشوائي وبغض النظر عن الآراء المتعددة في موضوع المعالجة، كان الجميع حريص على التعاون والمتابعة في هذا الموضوع كي نصل الى نتائج مرضية تحد من هذا الخطر ويزيل الأضرار البئية والصحية.