بمناسبة اختتام العام الدراسي اقام مجمع الروئ التربوي احتفالاً بحضور اللواء اشرف ريفي والنائب ايلي خوري ، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق، النائب السابق عثمان علم الدين ومدير عام وزارة التربية ممثلاً برئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا خوري .
وقد القى مدير عام مجمع الروئ الدكتور بلال هرموش كلمة وجاء فيها:
سلام على غزة وأوجاعها..
سلامٌ على الأمهات تبكي فلذات أكبادها
سلامٌ على الآباء يدفنون بأيديهم أبناءهم
سلامٌ على دموع العجائز وهم يبحثون عن شربة ماء
سلامٌ على الأطفال يتحولون إلى أشلاء متناثرة..
سلامٌ على ضمير العالم،، وهو يتخلى عن قضية فلسطين..
أيها الحضور الكريم..
عشر سنوات مضت بطولها وعرضها،، بأفراحها وأتراحها،، بنجاحاتها وتحدياتها،، بزلازلها وبراكينها،، بآمالها وخيباتها..
عشر سنوات مضت على انطلاق مسيرة الرؤى التربوية كمؤسسة تبحث عن كينونتها بين المؤسسات التربوية، فلم يكن الهدف أن نزيد عدد المؤسسات رقماً جديداً،
عشر سنوات ونحن نحمل أحلامنا بإرادة الواثقين، وعزيمة الطامحين، ويقين الثابتين، دون أن يتمكن اليأس من التسلل إلى عالمنا، فمعنا من الثقة بتوفيق الله ما يملأ الأفئدة ايماناً (وعلى الله فليتوكل المتوكلون)
عشر سنوات على دروب الزمن،
ونحن نغرس أيامنا عطاءً فتنبتُ سنيننا وفاءً
فكانت العين منذ اللحظة الأولى أن نسهم في صناعة أجيال على مستوى العصر، بعيداً عن التقليد الأعمى،
لم ندخل في قواميسنا ثقافة التدكين التربوي،
فلم يكن ولي الأمر في نظرنا زبوناً عليه مهمات مالية،، بل كان شريكاً فاعلا في رحلة التربية والتعليم..
ولم يكن التلميذ في أعيننا رقماً ليزيد أعدادنا، بل كان هو المحور التي تمركزت حوله الجهود
فكان الهاجس دوماً، أن نبني مؤسسة (تستحقها أجيالنا) فعلاً لا قولاً،، وممارسةً لا شعاراً..
عشر سنوات،
نجحنا أحياناً، وأخفقنا أحياناً أخرى، وهذه طبيعة أي عمل بشري..
أبدعنا في محطات،، وتعثرنا في محطات أخرى،، وهذه سنة كونية..
تخطينا كثيراً من الأزمات،، وقفزنا فوق جبال من التحديات،،
شكلنا مع فريق العمل على مدى عشر سنوات معسكراً تربوياً،، كان يصل الليل بالنهار،، تخطيطاً وتنظيماً، تنفيذاً وممارسة،، إرشاداً وتوجيها،،
استقدمنا أرقى الخبرات التربوية في الداخل،، واستعنا بأحدث النظريات التربوية على مستوى العالم، من أجل أن نحدث قفزة نوعية، عبر اعتماد نظام متكامل تتلاقى في النظريات مع الواقع،، وتتلاءم فيه الرؤى مع الحاضر،
عشر سنوات،، وكانت مباني الرؤى ترتفع رويداً رويداً، ليتكامل هذا الصرح التربوي، ولكن مشوارنا لم ينته بعد،،
فبعد مبنى الروضات النموذجي، والمبنى الإداري، نحن على بعد أشهر من تدشين أكبر مسرح في مؤسسة تربوية بأرقى المعايير، تنفذه مؤسسة أجنبية، ليكون في خدمة طلابنا ومجتمعنا، وحتى مؤسساتنا..
صمدت الرؤى رغم كل العواصف، في مرحلة كان الاستمرار خسارة واضحة..
وصمد معلم الرؤى رغم كل المحن، يوم تخلت الدولة عن مسؤولياتها
صمدنا يوم انهار الكثيرون، وتابعنا يوم توقف الآنيون….
أيها الحضور الكريم
حب الوطن ليس كلمات نرددها مع النشيد الوطني،،
حب الوطن ليس سعياً لكرسي ومنصب فحسب،
حب الوطن أن نساهم بأقوالنا ومؤسساتنا وأموالنا واستثماراتنا داخل هذا الوطن،، ولأجل أبناء هذا الوطن،، وكرمى لأطفال هذا الوطن،..
حب الوطن ليس صفقات وسمسرات يمارسها قراصنة السياسة، وتجار الوطنية،،
بل الوقوف مع قضايا الناس وأوجاعهم وحاجاتهم،، وهذا ما حرصنا على ممارسته في كل مؤسستاتنا التربوية والاجتماعية والصحية والإنمائية، بعيداً على الاستنسابية القاتلة، والمحسوبية المقيتة.
أيها الحضور الكريم..
ما يميز حفلنا هذا العام الرعاية الكريمة لمدير عام التربية الصديق الأستاذ عماد الأشقر، الذي ربطته بالرؤى وطرابلس والشمال علاقة حب تتجدد سنوياً،
وكذلك حضور معالي اللواء الصديق النائب أشرف ريفي، السيادي في زمن التلونات، والمنحاز دوماً إلى قناعاته، رغم كل التهويلات، والذي كان لنا شرف خوض غمار الاستحقاق الانتخابي معاً، على قواعد ثابته، بعيداً عن المصالح المزيفة، او المكاسب الآنية.
وبعون الله سنبقى مع كل الغيارى على هذا الوطن إلى جانب أهلنا وطلابنا ومجتمعنا..
وأخيراً اسمحوا لي أن أوجه:
- تهنئة لطلاب الرؤى الذين نودعهم اليوم طلاباً ونلتقي بهم بعد سنوات قادةً للمجتمع والوطن، نلتقي بهم عقولاً تخطط وسواعد تبني..
- وتهنئة أخرى لأهالي الطلاب الذي بذلوا الغالي والنفيس، ليشاهدوا اليوم ثمرة غرسهم، (فحُق لكم أن تفرحوا وتفخروا)
- شكراً وتقديراً لفريق العمل من إداريين ومعلمين وعاملين، الذين أعطوا بصدق، وبذلوا بجهد، وكانوا على مستوى ثقة الإدارة،
على أمل أن نلتقي، وقد استعاد هذا الوطن عافيته، وحقق هذا الجيل أحلامه
عشتم،، عاشت الرؤى.. عاش لبنان
وكانت كلمة اللواء اشرف ريفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة المدير العام لوزارة التربية الأستاذ عماد الأشقر
جانب الصديق العزيز مدير عام مجمع الرؤى التربوي الدكتور بلال هرموش
الطلاب الخريجون وأهاليهم الكرام
أيها الحضور الكريم …
كانت التربية ولا زالت مقياسًا لتقدم الشعوب، ودليلًا لنهضة المجتمعات، وشرطًا لبناء الأوطان.
وكان العلم المؤشر الحقيقي والرهان الرابح لكل أمة،
تبحث عن موطىء قدم لها، في التقدم والحضارة، والسيادة والريادة.
لذلك فإن اللقاء على مائدة التربية، والاجتماع على محور التعليم لقاء يدعو للأمل والتفاؤل، واجتماع يحيى في نفوسنا الثقة بأن القادم أجمل بإذن الله…
لا أخفي عليكم سعادتي الكبيرة وأنا أقف أمامكم أشاهدكم أجيالاً على منصة التخرج، وأنتم تخطون نحو المستقبل غير آبهين بالأزمات على شدتها… وغير ملتفتين للتحديات رغم صعوبتها، وأنتم تسيرون بخطى ثابتة، تحملون معكم أحلاماً زاهية في هذا العالم المجنون، رغم الألم الكبير الذي نراه مع أشلاء أطفال غزة الأبرياء.
أيها الحضور الكريم….
بكثيرٍ من التقدير، وصدقٍ من المشاعر، أشكر لمجمع الرؤى التربوي هذه الدعوة الكريمة، وأخص صديقي الدكتور بلال هرموش الذي آمن بقضية التربية وراهن عليها كمدخلٍ لخدمة مجتمعه… والذي اختار طريق الوقوف مع أهله ومجتمعه من خلال مؤسساته الهادفة إلى تحسين جودة التعليم والطبابة.
لطالما كان الإنماء حديثه في الجلسات، وكانت هموم مدينته ومنطقته حاضرةً في وجدانه، ولم أشعر خلال فترة وجودنا معًا في الاستحقاق الانتخابي وفي المسيرة الوطنية، بأنه حليف مرحلة، بل هــو حليف قضية سيادية ووطنية وإنسانية، وهو بحق قامة وطنية سيادية إنسانية.
في هذه المناسبة لا يسعني إلا أن أوجه التهنئة القلبية لطلابنا الخريجين، متمنيًا لهم خطوات رائدة على درب المستقبل، ونجاحات متتالية في تحصيلهم العلمي وحياتهم العملية، فهم الأمل المنشود، وعليهم تقع مهمة استعادة لبنان من المحاور المشبوهة، ليستعيد بريقه ودوره، ليعود كسابق عهده درة هذا الشرق، ودوحةً ديمقراطية سيادية فريدة من نوعها.
أيها الخريجون من شابات وشباب
أقول لكم “نحن بإنتظاركم … بلدكم بإنتظاركم… أهلكم بإنتظاركم… فكونوا مشاعل خير، ودعاة بناء”
ولا يفوتني أن أعرب عن تهنئتي لكل أم وأب، سهروا، وتعبوا، وبذلوا، وأعطوا… ليشاهدوا أبنائهم على منصة التخرج، بدموعهم الصادقة، وفرحتهم العميقة، سعادة اليوم تنسيهم تعب السنين، وشهور السهر والتضحية…
فهنيئًا لكم… هذا زرعكم قد نبت… وهذا غرسكم قد أثمر….
ولا بد من شكر أفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية في مجمع الرؤى التربوي… الذين عملوا بجهدٍ رغم الظروف الإستثنائية الصعبة، والذين أعطوا بتفانٍ رغم المحن…والذين كانوا مشاعل التربية مع زملائهم المعلمين في كل لبنان، فلم يتخلوا عن تأدية أمانتهم.. ولم يتقاعسوا عن أدوارهم…
فتحية إجلالٍ وتقديرٍ لكل معلم ومعلمة ولكل إداري، كان وفيًا للوطن أكثر من الذين ادعوا حماية الوطن.
فلم يتاجروا بالتربية… كما تاجر الكثيرون بالسيادة،
ولم يتاجروا بالتعليم… كما تاجر الكثيرون بالسياسة.
أيها الحضور الكريم…
سيبقى العلم ثروة الأجيال، وسلاح الأبطال
فإن أهدر المسؤولون ثرواتنا… فالعلم ثروة لا تهدر.
وإن أطفأ المراهنون مشاعلنا… فعقول أبنائنا مشاعل لا تطفىء.
لا مكان لليأس في نفوسنا، ولا يحول دون نضالنا حائل.
أيها المتخرجون
أنتم الرهان والأمل والوطن أمانة بين أيديكم، ونحن على ثقة أنكم على قدر الرهان ، فالوطن يناديكم واللبنانيون يرون فيكم الأمل لتحقيق الرفعة والتقدم والاستقرار للوطن.
والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
رفعكم الله إلى أعلى الدرجات، ورفعكم في تحصيلكم العلمي وفي حياتكم العملية، ثقوا أن نجاحكم هو سعادة لكم ولأهلكم وللوطن.
عشتم وعاش مجمع الرؤى التربوي…
عاش كل من عمل في مجال التربية والتعليم…
عاش لبنان…
وفي الختام تم توزيع الشهادات على الطلاب .