شعار ناشطون

بلديّة بيروت: ماذا قال رفيق الحريري لتمّام سلام؟

22/04/25 06:05 am

<span dir="ltr">22/04/25 06:05 am</span>

زياد عيتاني – اساس ميديا

يروي الرئيس تمّام سلام أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري سأله يوماً: هل البلديّة مهمّة؟ فأجابه: “بالتأكيد”. وهل منصب رئيس البلدية مهمّ؟ فأجابه: “جدّاً مهمّ”. فعاجله بسؤال ثالث: “هل تقبل أن تكون رئيساً لبلديّة بيروت؟”. لم يتأخّر الرئيس سلام بالردّ وأجاب: “من المؤكّد أنّني أقبل رئاسة بلديّة بيروت لكن ليس بهذه الصلاحيّات ولا بهذا القانون”.

.. على خلفيّة دلالات هذا الحوار بين الرئيسين رفيق الحريري وتمّام سلام ترتسم أزمة انتخابات بلديّة بيروت التي يتجنّبها السياسيون ولا تتحمّس الكفاءات والقامات البارزة للانخراط فيها.

الهروب من البلديّة إلى المخاتير

يصرّح نوّاب العاصمة وفعّاليّاتها أمام الإعلام بأهميّة الاستحقاق البلدي وضرورة الحفاظ على المناصفة، إلّا أنّهم تحت الطاولات وفي الغرف المغلقة لا يعيرون الانتخابات البلدية اهتماماً كافياً ويصبّون كلّ اهتمامهم باتّجاه انتخابات المخاتير ولسان حالهم يقول: “الانتخابات النيابية على الأبواب، والمخاتير مفاتيح انتخابيّة، وأمّا البلدية وأعضاؤها فلا فائدة انتخابيّة منهم”.

تصف مرجعيّة بيروتية كبيرة ما يجري على صعيد الانتخابات البلديّة بـ”الشوربة”. ليس من ضابط إيقاع للمعركة واللائحة المفترَض تشكيلها، والطبّاخون كُثر ولا أحد منهم قادر على جمع كلّ المكوّنات لإنتاج الطبخة المنتظَرة.

تتابع المرجعيّة: “المحرّك الرئيسي للانتخابات البلدية عبر التاريخ هم المخاتير في بيروت، فهم من يعرفون الناس والعائلات وتفرّعاتها، وهم القادرون على تسويق أيّ لائحة بلديّة، ويأتي الإقبال على الصناديق عبر الانتخابات الاختيارية وليس البلديّة. للأسف من يعمل اليوم على الصعيد البلدي لا يهتمّ بانتخابات المخاتير، ومن يعمل بانتخابات المخاتير لا يهتمّ بالانتخابات البلديّة”.

تختم المرجعية البيروتية: “الانتخابات البلدية تحتاج إلى إمكانات مادّية كبيرة لوجستية منظّمة، أين هي اليوم ومن هو مستعدّ لتمويل لائحة ستخوض الانتخابات في كلّ بيروت”.

يصرّح نوّاب العاصمة وفعّاليّاتها أمام الإعلام بأهميّة الاستحقاق البلدي وضرورة الحفاظ على المناصفة، إلّا أنّهم تحت الطاولات وفي الغرف المغلقة لا يعيرون الانتخابات البلدية اهتماماً

مرشّح من فوق..

يتقدّم اسم المهندس بسّام برغوت، عضو مجلس الأمناء والمسؤول الماليّ في جمعيّة المقاصد الخيرية الإسلامية والعضو السابق في المجلس الشرعي، على باقي الأسماء لتولّي رئاسة اللّائحة التوافقية بدعم واضح من فعّاليات نيابية واقتصادية ودينية كالنوّاب فؤاد مخزومي وعدنان طرابلسي ووضّاح الصادق والثنائي الشيعي ورئيس غرفة التجارة والصناعة محمد شقير وجمعيّة المشاريع والفتوّة.

تواجه برغوت في الطريق إلى القصر البلدي ثلاث عقبات:

غياب الحضور الشعبي لبسّام برغوت الذي يوصف بأنّه “مرشّح من فوق” تعرفه نخبة المجتمع فيما تجهله العامّة، ولذا يحتاج إلى حملة دعائية كبيرة ونشاط غير اعتيادي من برغوت نفسه في المدّة الفاصلة عن موعد الاقتراع للتواصل مع القواعد البيروتيّة من جمعيّات ولجان مساجد وعائلات وفعّاليّات.
غياب الجهة الداعمة ماليّاً للّائحة المفترضة، حيث من الصعوبة بمكان تحمّل فرد أو مجموعة أفراد ميزانيّة انتخابات تشمل كلّ بيروت.
غياب الماكينة الانتخابية الموحّدة التي يمكنها إيصال اللائحة إلى برّ الأمان، بخاصّة أنّ فوزها مرتبط بقاعدة أساسيّة، وهي تحقيق المناصفة في المجلس البلدي بين المسلمين والمسيحيين. يُشار إلى أنّ الأسماء المتداولة لإدارة الماكينة هي أسماء أثبتت فشلها ومجرَّبة، وكما يقول المثل البيروتي “من جرّب مجرّب كان عقله مخرّب”.
غياب الحضور الشعبي لبسّام برغوت الذي يوصف بأنّه “مرشّح من فوق” تعرفه نخبة المجتمع فيما تجهله العامّة

تقابل العقبات الثلاث ثلاث نقاط تسجَّل للمهندس برغوت واللائحة التي سيرأسها:

امتلاكه مروحة سياسيّة واسعة إسلاميّاً ومسيحيّاً خلفه، إن التزمت بتعهّداتها تحقّق له الفوز بعيداً عن كلّ العوائق. إسلاميّاً، سيكون الاعتماد على النائب فؤاد مخزومي وماكينته الانتخابية وجمعيّة المشاريع والبلوك الانتخابي الذي تمتلكه، ومسيحيّاً على القوّات اللبنانية وماكينتها وحضورها الشعبي في الأحياء المسيحية بالتعاون مع حزب الكتائب وما بقي من التيّار الوطني الحرّ والمنشقّين عنه.
علاقته المتميّزة مع عدد كبير من المشايخ والعلماء تشكّل له قاعدة صلبة لتوسيع الالتفاف الشعبي حوله.
التفاف عدد كبير من رجال الأعمال حوله يساعده في حلّ أزمة التمويل للمعركة.

الفطور الذي دعا إليه المهندس برغوت يوم الأحد الفائت في أحد مطاعم الأشرفية وحضره عدد كبير من الفعّاليات البيروتية شكّل انطلاقة حملته الانتخابية، انطلاقة ما زالت تحتاج إلى لمسات مفصليّة في معركة البلديّة. حيث الثابت إلى الآن حصول النائب المخزومي على مقعدين والوزير السابق محمد شقير على مقعدين ستشغبهما إمرأتين إحداهما شقيقته هالا شقيرـ فيما يطالب رئيس جمعية بادر هشام طبارة بمقعدين إحداهما للمحامي محمد بالوظة وهو من المقربين إلى رئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية.

تابعنا عبر