شعار ناشطون

بلدية المنية – النبي يوشع: عِراك سياسي ونصب أفخاخ

30/04/25 06:11 am

<span dir="ltr">30/04/25 06:11 am</span>

مايز عبيد – المدن

يستبق أهل السياسة في المنية الاستحقاق النيابي، فيفتح كل منهم عبر البلدية معركته في وجه الخصم، محاولاً من خلالها تهيئة الظروف والتحالفات التي تمكّنه من تحديد فرص فوزه بالمقعد النيابي الوحيد في المنية في 2026.

من الآن بدأ القنص، وتركيب المتاريس والحواجز السياسية، ليتموضع خلفها المؤيدون لهذا الطرف السياسي أو ذاك. رشقات بأعيرة خفيفة ومتوسطة وعالية الدقة، يحاول كل طرف إطلاقها باتجاه الآخر، واتّهامات متبادلة، حوّلت المعركة في المنية من صراع إنمائي وخدماتي إلى صراع سياسي بحت.
ولطالما كان تيار “المستقبل” الجهة السياسية الأكثر تأثيراً في انتخابات المنية (بلدية أو نيابية). وها هي المرة الثانية منذ الانتخابات النيابية في العام 2022، التي يعلن فيها “المستقبل” عدم خوضه الاستحقاق البلدي الحالي. خصومه وبعض مناصريه يقولون: “المستقبل أراح واستراح”. فهو لا يملك المال لخوض المعارك، وبابتعاده بدأ أنصاره ومنتسبوه بالعمل انتخابياً، كل منهم في اتجاه، بحسب ما تقتضيه مصلحته العائلية والشخصية.
المستقبل يتدخل بـ “المفرّق”
بعد ابتعاد تيار “المستقبل”، كشّر السياسيون عن أنيابهم بقوة، ودخلوا إلى المعركة الانتخابية في المناطق، ولا سيما في المنية، محطّمين بذلك كل الشعارات السابقة التي طرحوها قبل مدة، وأعلنوا فيها عن عدم تدخلهم في الاستحقاق. من هؤلاء السياسيين من هو محسوب على “المستقبل” بطبيعة الحال، ومنهم كوادر قيادية في التنظيم، يعملون الآن على تشكيل اللوائح ودعمها. وفي هذا السياق، عُلم أن أعضاء في المكتب السياسي للتيار ومسؤولين في منسّقياته في الشمال، يعملون على دعم مرشّحين ولوائح أيضًا.

تسييس المعركة
بالعودة إلى المنية، انتظر الكل قرار “المستقبل” النهائي، الذي أتى على عكس ما كان يوحي أمين عام التيار لزواره، بأن سعد الحريري سيخوض الاستحقاق البلدي كما وعد في 14 شباط. وحين خرج الأزرق من السباق البلدي، فاضطرّ النائب أحمد الخير لقيادة دفّة المعركة بنفسه، ومن دون غطاء التيار، مواجهاً خصمه السياسي النائب السابق عثمان علم الدين. حيّد “المستقبل” تتظيمياً نفسه عن المعركة، لكن التزام المناصرين يبقى متفاوتاً، خصوصًا في انتخابات تتخذ طابعاً عائلياً. اليوم، يصطفُّ مناصرو الأزرق على الضفّتين، ويتوزّعون بين هذه اللائحة وتلك، مع أرجحية في صفوف النائب الخير.
وهكذا تحوّلت المعركة البلدية في المنية إلى “ميني” معركة نيابية، بين الخير وعلم الدين، من خلال لائحتين يدعم كل منهما واحدة منها.

“طحشة” الخير وعلم الدين هذه، جاءت لقطع الطريق على حراك المجتمع المدني في المنية، ومنعه من تشكيل لائحة، وللاسهام لاحقاً في ضمّ المجموعات المدنية إلى لوائح يدعمها أهل السياسة ولكل منهما حساباته في ذلك، ولو كانا على طرفي نقيض. فالخير وعلم الدين وبالرغم من الخلاف السياسي الكبير بينهما، يجمعهما همّ واحد يتمثّل بمنع المجتمع المدني من تكوين حالة تغييرية في المنية. فنجاح هذه القوى في الانتخابات البلدية سيعطيها جرعة دعم إضافية، لتستخدمها في الانتخابات النيابية المقبلة بعد سنةٍ من الآن في حربها ضد السياسيين الذين تتهمهم قوى المجتمع المدني بأنهم بتدخّلهم بتشكيل المجالس البلدية وتقاسمها، عطّلوها وفجّروها من الداخل.

انخراط علني
ولأن بلدية المنية وانتخاباتها تشكّل دائماً صورةً مصغّرة عن الانتخابات النيابية، فإنّ هذا ما يفسّر الانخراط العلني في الانتخابات من قبل سياسيّي المنطقة في الأيام الأخيرة، سواء في تشكيل اللوائح وتركيبتها أو في الترشيحات وتبنّيها.
وفي المنية، لا يزال عرفٌ قائم يقضي بأن تترك العائلة التي يتولّى أحد أبنائها رئاسة المجلس البلدي النيابةَ لعائلة أخرى. وهذا ما يفسّر دعم النائب أحمد الخير للمرشح توفيق زريقة لرئاسة اللائحة. ويسعى الخير إلى تجيير أصواته في المدينة من جهة، واستثمار ثقله في منطقة النبي يوشع من جهة أخرى لصالح زريقة، بهدف تعويض الأصوات التي قد ينالها المرشح بسام الرملاوي، من آل علم الدين، في حال حظي بدعم عثمان علم الدين على اللائحة المفترضة، والتي يُرجَّح أن تضم حسام ملص لمنصب نائب الرئيس.
وبدعمه لتوفيق زريقة، يكون النائب أحمد الخير قد نصب فخاً قطع فيه الطريق النيابي على عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” معتز زريقة، الذي –بحسب المصادر– يفكّر جديًا بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة، خلافًا لما جرى في الانتخابات السابقة حين وقف إلى جانب الخير، على الأقل في الشكل.
وإذا كان النائب السابق عثمان علم الدين يسعى إلى تكريس زعامته في المنية من خلال الانتخابات البلدية وإثبات نفوذه، فإن للنائب السابق كاظم الخير حيثيةً شعبيةً في البلدة، وكذلك للحاج كمال الخير. ولم يُحدِّد أيٌّ منهما خياراته النهائية بعد، سواء بدعم إحدى اللائحتين أو التوجّه نحو تشكيل لائحة ثالثة.
وبحسب معلومات “المدن”، فإن اللائحة التي يدعمها النائب أحمد الخير تضم حتى الآن الأسماء الآتية: توفيق زريقة (رئيس بلدية)، أحمد خضر الدهيبي، أحمد الأشرفي، محمد أسوم، محمد الخير، إبراهيم ملص، نجيب الماروق، عبد الرحمن عبيد، رائد المبيض، أحمد الغزاوي، محمد الآغا، إبراهيم المصري، أحمد العتري، جمال شاكر، ربيع العرجا، نزيه عطية، ورياض الحولي.
أما اللائحة المدعومة من النائب السابق عثمان علم الدين، فتتضمن حتى اللحظة الأسماء الآتية: حسام ملص (رئيس اتحاد)، بسام الرملاوي (رئيس بلدية)، عبد الحكيم قاسم (نائب رئيس)، عبد الرزاق الصاج، محمد فواز المصري، عبود علم الدين، عامر العرجا، محمد مصطفى الدهيبي، محمود عطية، ربيع الخير، غسان علم الدين، كمال المبيض، ومحمد عبد الحميد العرجا.
وقبل يومين من إقفال باب الترشيحات، تبقى كل الاحتمالات واردة. وتشير مصادر متابعة إلى أن رئيس اتحاد بلديات المنية السابق، عماد مطر، قد يُحدث مفاجأة بتشكيل لائحة ثالثة. وإن لم يفعل، فإن الأقرب إلى الواقع هو انضمامه إلى لائحة علم الدين، نظرًا لقربه السياسي منه في المرحلة الحالية.

الخير في بحنين أيضًا
ومن “المنية – النبي يوشع” إلى بحنين، حيث يدعم النائب أحمد الخير لائحة في مواجهة رئيس البلدية الحالي مصطفى وهبي (أبو طلال). وقد دبّت الخصومة بين الخير ووهبي في الأشهر الأخيرة، بعد أن كان الأخير من أبرز داعمي الخير في الانتخابات النيابية الماضية. وتشير المعطيات إلى أن اللائحتين تتمتعان بحظوظ قوية، وأن المعركة في بحنين ستكون محتدمة حتى اللحظات الأخيرة.

تابعنا عبر