شعار ناشطون

باشرت إسرائيل بحرب إبادة ضد قطاع غزة خروج المستشفيات من الخدمة والجثث في الطرقات

11/11/23 08:20 am

<span dir="ltr">11/11/23 08:20 am</span>

بقلم الكاتب صفوح منجّد

هل تبقى الأوضاع الأمنية على حالها بين مواجهات وتقدّم من هنا وتقهقر من هناك؟ وهل تخبّىء التطورات التي يُحكى عنها في اللقاءات الضيقة إمكانية التوسع في رقعة العمليات العسكرية الحالية ما يستدعي، وفق ما يجري التحضير له، دخول جهات أمنية وعسكرية على خط المواجهات القائمة؟ فتتسع رقعة الأحداث الجارية لتضم مسارح جديدة للمعارك ودولا وجهات إقليمية ودولية إلى الصراعات الدامية لتصبح قاب قوسين أو أدنى من “صراع دولي”، فيصبح من المتعذر بل من المستحيل عند ذاك إمكانية فرض حتى “وقف مستقطع” للحرب الكونية؟.

فما حصل ويحصل منذ يومين إلى ذلك الزمن القصير الذي يفصلنا عن الخطاب الثاني ل”السيد” يجعل كل التكهنات قابلة للتحقق (لاسمح الله)، فالتحرك الحوثي من اليمن إلى المواجهات التي قام بها بعض عناصر حزب الله –فرع حمص، ويضاف إلى ذلك ماصدر عن وزير خارجية إيران خلال زياراته العربية مؤخرا، كل ذلك يشير إلى إمكانية فتح بوابة (الصراعات الإقليمية).

ووسط هذا الغموض الإقليمي والحراك الدولي، يبدو أن طبخة “تفجير الوضع” قد وُضعت على نار بإنتظار تقوية لهيبها، فالإتفاق على هِدن إنسانية يومية كما أطلق عليها في محافل عربية ودولية، ينطبق عليها المثل القائل (ساعة تروح وساعة تجي) دون أن يتم تأمين العبور بها في المجالس الإقليمية والأممية، بالرغم من بساطة الطبخة والتي تتضمن شرط إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حركتا “حماس” و “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة والموضوعة على نار حامية خصوصا وأن واشنطن تضغط بقوة في هذا الإتجاه بالتزامن مع حراك ديبلوماسي ملحوظ يبدأ من الدوحة حيث إستقبل أميرها الشيخ تميم مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز وأجرى معه محادثات إيجابية حيث تم إحراز تقدم وفق بعض المصادر الصحافية، ليستكمل هذا الحراك في مصر التي وصلها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية مع وفد يضم خالد مشعل وخليل الحيّة، وكشفت المصادر ان الوفد إلتقى برئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل وتباحثوا في شأن الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، ولكن يبدو أنّ شيطان التفاصيل كان بالمرصاد ليتجمد مشروع “الطبخة” وتبدأ العراقيل والشروط والسقوف العالية التي تكمن فيها التفاصيل.

فالبيت الأبيض أعلن أن إسرائيل وافقت على تنفيذ “هدن” بمعدل 4 ساعات يوميا في شمال غزة لأغراض إنسانية مع إستبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن أي إمكانية لوقف إطلاق النار بشكل كامل.

أما نتنياهو فقد ذكر مكتبه أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن، كما أكد الجيش الإسرائيلي أنه لا وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى “فترات توقف تكتيكية لأسباب إنسانية” ولفت إلى “أن عشرات الآلاف من المدنيين في غزة لا يزالون يتحركون نحو جنوب القطاع”.

في حين نفى المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي ل”حماس” التوصل إلى إتفاق هدنة مع إسرائيل، في وقت أجرى مدير الإستخبارات الأميركي محادثات في الدوحة مع مسؤولين قطريين في شأن “وقف إنساني” للحرب يتيح إطلاق سراح رهائن وإدخال مساعدات وفق ما أفادت به مصادر مطلعة.

وفاجأت القوات الإسرائيلية أهالي قطاع غزة صبيحة يوم أمس بقصف إسرائيلي مكثف وإقتحام المنطقة وصولا إلى “المربع” حيث تقوم عدّة مستشفيات بدأت تتلقى القذائف وتشب النيران في مختلف أقسامها ولم ينج المقيمون فيها من رصاص العدو أثناء هروبهم من تلك المشافي، في وقت توفي على الفور من لم يستطع الخروج من النيران، بل وعمد الجنود الصهاينة إلى إطلاق الرصاص على المغادرين مع أهاليهم.

وأجمعت مختلف وكالات الأنباء والصحافيون على وصف ما يشاهدونه بأنه مجزرة لقتل جماعي لم يشاهدوه قبلا حتى في الأفلام السينمائية، فقد “أبدع” المجرمون في القيام بأدوارهم.

ووسط هذه المشاهد بدا الإجرام على حقيقته حيث تمكنت كاميرات بعض المصورين من نقل صور لا يمكن أن ينساها أحد لا من المارة ولا من مشاهدي وسائل الإعلام التي كانت تواكب ما يحصل، حيث شوهدت أجساد المارة والمرضى ولساعات طوال “تتوسط” الشوارع دون ان يتمكن احد من تغطيتها ومعظمها ظل على تلك الحالة إلى حين وصول من إستطاع نقل هذه الجثامين للقيام بدفنها لاحقا.

وكشفت أوساط طبية إستحالة نقل جثامين الأطفال في حينه من داخل المستشفيات، وسط تزايد القصف على المباني السكنية وتهديمها فوق سكانها.

ووصف مسؤول في الأمم المتحدة هذه المشاهد التي تابعها بواسطة شاشات التلفزة بقوله:”إذا كان هناك جحيم على الأرض، فهو في غزة”.

ولفتت الفرق التي تقوم بتوزيع المساعدات في قطاع غزة بإسم الأمم المتحدة أنها أوقفت التوزيع بكل أنواعه وبات من المستحيل إيصالها إلى شمال غزة في هذه الأحوال بإعتبار أن الوضع خطير جدا في غزة وشمالها بصورة خاصة.

في غضون ذلك أطلقت الصواريخ والقذائف المضادة للدروع من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل وطالب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ب”وقف الإستهداف الإسرائيلي للمستشفيات في غزة”، في حين كان العديد من فلسطينيي غزة يشبّهون إضطرارهم لترك منازلهم في شمال القطاع ب(نكبتهم العام 1948).

وسارعت القوات الإسرائيلية إلى قصف مواقع لحزب الله في الجنوب اللبناني حيث كان يُسمع دوي القصف والقذائف من مناطق بعيدة.

وفي وقت لاحق اعلن أن القوات الإسرائيلية قامت بقصف مدرسة البراق في غزة ما ادى إلى مقتل 50 غزاويا كانوا من جملة الأهالي الذين لجأوا إليها.

وعُلم أن القصف الإسرائيلي على غزة أدى ايضا إلى خروج 64 مستشفى من الخدمة ومنها مستشفيات العيون والصحة النفسية والأطفال، في حين أعلنت وكالة الأونروا عن توقف خدماتها.

وأعلن حزب الله عن إطلاق مسيّرات على قوات العدو، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية، كما أطلقت كتائب القسام صواريخ “كونكورس” وهي تستخدم ضد الآليات وتصيب اهدافها بنسبة 99%.

 واشارت إسرائيل إلى مقتل 3 إسرائيليين بمسيّرة أطلقت من لبنان. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو قد صرّح:” لن نسلّم القطاع ولن نخرج منه”، وإستهدف العدو بالقصف عدة قرى جنوبية منها مرجعيون، ميس الجبل، ومحيطها.

تابعنا عبر