بقلم الكاتب صفوح منجّد
زعم موقع COOKIE الإسرائيلي أن هناك تقديرات تشير إلى نشاط إستخباري لحزب الله عند الحدود مع سوريا، لشن هجمات، وذلك فيما يبدو بالتنسيق مع إيران في إطار الرد الإيراني المحتمل على هجوم دمشق.
كما أشار المصدر ذاته إلى أن “حزب الله” نقل عناصر تابعة له إلى الحدود مع سوريا ويستخدم مواقع للجيش السوري.
وأضاف: ان نشاط حزب الله على الحدود مع سوريا ليس معروفا إذا كان بعلم الرئيس السوري أم لا. وتتسبب الأوضاع في لبنان بقلق لدى المسؤولين الأميركيين والإدارة الأميركية الحالية، فمنذ ستة أشهر والأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تتصاعد، والأوضاع الداخلية تقارب الشلل الحكومي وهي ايضا قابلة للإنفجار، وإغتيال مسؤول كبير في حزب “القوات اللبنانية” يُثبت مرة أخرى حجم الفلتان في لبنان، وحجم الإنقسام بين الأطراف.
وما زال الأميركيون يعطون الأولوية لوقف إطلاق النار عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتبدو واشنطن على طرفي نقيض من حزب الله وإسرائيل.
فحزب الله لا يريد وقفا لإطلاق النار ما دامت المعارك مستمرة في غزة، وإن حصل وقف لإطلاق النار يريد تحديدا للحدود مع إسرائيل، فيما إسرائيل تريد إبعاد حزب الله عن حدودها، والتأكد من أنه لن يتمكن من شن عملية عابرة للحدود وإحتلال قرى ومستوطنات وخطف مواطنين إسرائيليين أو قتلهم كما فعلت حماس يوم 7 أوكتوبر (تاريخ بداية الحرب في غزة : طوفان غزة).
ويتحكم مبدأ عدم التصعيد بالموقف الأميركي وربما تكون الولايات المتحدة قد نجحت في ضبط القرار الإسرائيلي منذ عدة أشهر، عندما أكدت لحكومة بنيمين نتنياهو أن شن هجوم على حزب الله في لبنان ليس فكرة جيدة. وبدت المساعي التي يقوم بها الموفد الرئاسي عاموس هوكستين وزيارته إلى لبنان وإسرائيل ولقاءاته في واشنطن وغيرها محاولة جدّية من قِبل الأميركيين للوصول إلى حل من دون المرور بحرب.
والمثير للإنتباه أنه مع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله هو ملف يتعاطى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن مباشرة من خلال عاموس هوكستين، وأثبتت الأشهر والأسابيع الماضية حجم إهتمام الرئيس الأميركي من خلال “فصل شبه كامل” لباقي أجنحة الإدارة الأميركية عن هذه المساعي، وإنحصرت المساعي في يد الموفد الرئاسي عاموس هوكستين، وبعض المقرّبين من الرئيس الأميركي وموفده يعلنون لوسائل الإعلام “أنهم يريدون التأكيد على أن الإدارة تعمل كفريق في ظل الرئيس الأميركي”.
وفي حين لا يتعاطى فريق وزارة الخارجية، على مستوى قسم الشرق الأوسط، بتفاصيل المحادثات، يؤكدون أن وزير الخارجية انتوني بلينكن يعمل عن قرب من ضمن الفريق الرئاسي المقرب من بايدن، وأي إنجازات ممكنة ستكون ملك الرئيس وفريقه.
وتقول المصادر ايضا أن الأميركيين فككوا الإختلافات بينهم وبين الفرنسيين حول موضوع جنوب لبنان، والمطلوب أن يوافق الطرفان المعنيان مباشرة على مطالب الأميركيين.
وشدد رئيس مجموعة العمل من أجل لبنان إدوارد غابرييل في تصريح “أن الحل الديبلوماسي سيتطلب متابعة للديبلوماسية المكوكية !!” ومن جهة ثانية يوضح لحزب الله من خلال الرسميين اللبنانيين “أن إسرائيل لن توقف الحل العسكري الهجومي إلآ إذا حصلت على ضمانات من خلال منطقة منزوعة السلاح تضمن الحماية لمواطنيها”.
في غضون ذلك لا يزال لبنان في مرحلة استعياب الصدمة الناتجة من إختطاف باسكال سليمان وقتله . وفي إنتظار اعلان نتائج التحقيق رسميا، يبقى الترقب سيد الموقف، وهو ترقب مزدوج، لأنه يشمل ما سيقوله البطريرك الماروني في عظته يوم غد الجمعة، كذلك كلمة القوات الللبنانية التي تردد أنها ستكون مفصلة وقوية.
هذا وتوقف المتابعون عند إلقاء قنبلة مولوتوف على مقر الحزب السوري القومي في زحلة، وإتهام القومي القوات اللبنانية بالأمر، علماً ان الاخيرة كانت اصدرت بيانا إستنكرت فيه الحادثة، فهل ما نشهده من جبيل إلى زحلة سيتمدد ليرسم حالة من الإهتزاز الأمني تواكب الاحتقان السياسي ؟.
و جنوباً التهديدات الإسرائيلية العالية السقف مستمرة ، وقد وصل الأمر بوزير الدفاع الإسرائيلي الى تهديد لبنان بمفاجآت، داخل الأراضي اللبنانية . وعلى الصعيد الاقليمي، المنطقة تحبس أنفاسها بإنتظار الرد الإيراني على اسرائيل . وقد أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي “أن الكيان الإسرائيلي يجب ان يعاقب وسيعاقب”، ما استدعى ردا من وزير خارجية إسرائيل الذي أكد “أن إسرائيل سترد على إيران داخل أراضيها إذا شنت طهران هجوما من هناك “.