لبّت نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال فنيانوس ومفوض قصر العدل الأستاذ مروان ضاهر، دعوة نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار للمشاركة في الذكرى الثانية لتفجير مرفأ بيروت، وذلك في بيت المحامي.
وكان للنقيبة القوال كلمةً جاء فيها:” ماذا يقول الحرف في الشفتين إن نطق الدم؟ فكل كلامٍ ينحني أمام هول الكارثة الوطنية الكبرى بعد الحرب الأهلية، لا الأبجدية تُعيد حياة من ارتحلوا عنا تحت العصف والدويّ إلى سكينة ربهم، ولا التعابير تشفي أوجاع الجرحى، ولا الخطب تضمد جراح الأهلين الذين فقدوا أعزّاءهم، لكننا في نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، وبمبادرة كريمة من سعادة النقيب الزميل ناضر كسبار، أردنا هذه الوقفة التضامنية للخشوع أكثر من الكلام، وللرجاء بانتصار الحقيقة وسطوع فجرها مهما تمادى الظلم والظلام”.
وتابعت:” باسم نقابة المحامين في طرابلس، أتيت لأعلن صراحةً أننا مع جلاء الحقيقة بأسرع وقتٍ ممكن، ومع إقامة العدل في قضية انفجار المرفأ مهما كان الثمن وأياً كان الفاعلون، لا من أجل الانتقام من شخص أو مجموعة، ولا لخدمة موقفٍ ضد آخر، بل لأنّ ثقافة الإفلات من العقاب التي انتهجناها طويلًا في نواحٍ كثيرة من حياتنا الشخصية والوطنية، قد آن لها أن تنتهي، فما بعد 4 آب ليس كما قبله، وذلك الانفجار المشؤوم أخذ معه بعصفه كلّ المفاهيم القديمة البالية التي حالت دون بناء وطن العدالة والإنسان”.
وأضافت:” ومن أجل أن تكون هذه الحقيقة ناصعةً وشفافةً ينبغي أن نخرجها من دوائر التأثير السياسي والإعلامي، فلا تطلع إلا من خلال الوقائع التي يختزنها ملف التحقيق والأحكام القانونية التي تنص عليها القوانين النافذة، وليكن لنا أجمعين ثقةٌ بأن المسار الطبيعي للعمل القضائي سواءٌ لناحية سلطة الاتهام أو ممارسة حق الدفاع أو المداعاة بالحق الشخصي، ينبغي أن يكون في النتيجة من أجل إظهار الحقيقة لا غير”.
وختمت:” هذا مقامُ الخشوع، لأنني أعرف مقدار الألم النازل في القلوب، ولي بين الضحايا معارف، ومع بعض ذويهم صداقات، وتأخذني العاطفة كل يومٍ إلى الدمع والتأمل والصلاة، وإلى اليقين أخيرًا بأن حقًّا وراءه مطالبٌ لا يموت، فكيف إذا كان الوطن كله يطالب بهذا الحق، من أجل أرواح من ماتوا وآلام المعذبين وحرقة نفوس ذويهم، ومن أجل الأمل بأن يكون العدل أساس الملك اللبناني الجديد عن حقٍّ وحقيقة، رحم الله الضحايا الأبرياء وعزّى قلوبكم وقلوب جميع اللبنانيين.