شعار ناشطون

المعركة القادمة تتطلّب هذا النوع من المرشحينفالنتينا سمعان

30/07/21 03:58 pm

<span dir="ltr">30/07/21 03:58 pm</span>

كتبت فالنتينا سمعان في “أخبار اليوم”:

 

لم تعد الانتخابات النيابية في لبنان قائمة بين طرفين سياسيين كبيرين ولم تعد تحالفاتها مقتصرة على 8 و 14 آذار، فقد اختلف المشهد اليوم، وفرض الواقع معطيات جديدة للتعامل مع استحقاق 2022.

 

 

 

ومع تخوّف الكثيرين من عدم إجراء هذه الانتخابات، إلّا أنّ ما شهدناه في الفترة الأخيرة يؤكّد أنّ السلطة الحاكمة تتّجه لخوضها، مطمئنة لاستحواذها أغلبيّة معيّنة في وجه قوى “التغيير”.

 

ورغم التعويل على وعي الرأي العام، إلّا أنّ ما تشهده البلاد من أزمة اقتصاديّة ومعيشيّة يمكن له أن يغيّر مسار هذا “الوعي”، والرهان على “ثوار تغييريين” يسقط أمام الواقع المعيشي الصعب.

 

من هذا المنطلق، هل الأحزاب قادرة اليوم على خوض المعركة الانتخابية بالوجوه نفسها التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه؟ وهل ستستطيع إقناع الناخبين بأشخاص استفزازيين أظهروا سوء تعاملهم مع إدارة الأزمة أو أشخاص لم يسمع الناخبون بأسمائهم طيلة الأربع سنوات الماضية؟

 

 

 

غياب السلطة

 

اعتبر المحامي أنطوان نصرالله في حديث إلى وكالة “أخبار اليوم”، أنّ الأحزاب غير قادرة على خوض المعركة بمعظم الأسماء الموجودة حاليًّا، خصوصًا أنّ طريقة تركيب الأحزاب في السياسة العامّة خاطئة، “فالقائد يتكلّم ويفرض على نوابه ما يدلون به، ومن جهة أخرى في السياسات المناطقية هناك نوعان من النواب: إمّا المتطرّف أو غير الآبه، والإثنان لم يؤدّيا واجبهما كما يجب سواء بعد 17 تشرين الأول أو بعد 4 آب، فظهر التلكؤ والغياب الكلي للمجلس النيابي عن الدور الذي يجب أن يقوم به من الناحيتين التشريعيّة والرقابيّة”.

 

وعدّد نصرالله الملفات التي شهدت غياب هذه السلطة، بدءًا من أزمة الكهرباء وصولًا إلى الأزمة المصرفيّة وما بينهما من متابعة للقوانين التي وصفها بـ”الغريبة العجيبة”، مشيرًا إلى أنّ المجلس النيابي هو من أسقط دوره بيده، نافيًا أي مؤامرة خارجيّة لإسقاط هذا الدور.

 

 

 

تقييم الاداء

 

ولفت إلى أنّه حتى اليوم، لم يقم أي حزب بتقييم لأدائه، بل ادعاءات: هذا الحزب “ما خلونا”، وذاك “أعطونا الحكم وشوفوا شو منغيّر”، وذلك “لم نشارك بالفساد”… في حين ان المطلوب هو أن تتساءل هذه الأحزاب عمّا يجب القيام به لإنقاذ لبنان، وتبدأ بتقييم ذاتي وتقييم لكلّ المرحلة السابقة مع التفكير بخطّة عمل للمستقبل.

 

وأشار نصرالله إلى أنّ الرأي العام بات واعيًا لكلّ هذه الأمور، وباستطاعة الأحزاب أن تجذبه إليها في حالة واحدة وهي عدم توحّد “المعارضة” وعدم تقديمها أشخاص يوحون بالمسؤوليّة والثقة، هذا إلى جانب أهمية المشروع القابل للتنفيذ.

 

وفي حال لم تقم “المعارضة” بذلك، على الأحزاب أن تفعل وتختار وجوه جديدة تعلن ولاءها للوطن وللمواطن لا للزعيم، مشكّكًا في قدرتها على تحمّل هذا النوع من الأشخاص، ومعتبرًا أنّ هذا الشرط هو أساس المشاركة الكبيرة وإلّا فالمقاطعة هي سيدة الموقف.

 

 

 

خلافات داخلية؟!

 

وبالعودة إلى تقييم الذات، وتصريح بعض الأحزاب بأنّها لن ترشّح الأسماء نفسها لتراجع أدائها، تساءل نصرالله حول الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير: هل هو فعلًا بهدف التغيير وتسمية وجوه أفضل أم أنه ناتج عن خلافات داخليّة أو تصريح لشدّ العصب؟

 

وتابع: “هل هذه الأحزاب مستعدّة للقيام بنقد جدّي لمشاركتها، وتعلن نجاحاتها وإخفاقاتها في المرحلة السابقة، أم أّنّها تكتفي بعرض الإنجازات وتلقي كلّ الأخطاء على الآخرين”؟

 

وإذ خلص إلى القول: “عوامل كثيرة تلعب دورها في هذه الانتخابات أهمّها الوجوه التي ستترشّح سواء من المعارضة أو الموالاة، ختم نصر الله: على رغم أهميّة هذه الانتخابات إلّا أنّها لن تقدّم الحلّ النهائي للأزمة اللّبنانيّة، فالأزمة الأساسيّة تكمن في النّظام”.

 

 

تابعنا عبر