كلمة النائب اللواء أشرف ريفي
في اطلاق تجمع دولة لبنان الكبير
بكركي – الخميس في 18/1/2024
صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الجزيل الإحترام
فخامة الرئيس أمين الجميل
اصحاب المعالي والسعادة والسيادة والفضيلة
عطوفة الاميرة السيدة حياة ارسلان
أيها الحضور الكريم
كبير هو لبنان. ليس بجغرافيته ولا بموارده، بل بالمعنى الذي يمثله كقيمة فريدة ونادرة.
كبير هو لبنان، ومسؤوليتنا كبيرة في الحفاظ عليه، وطناً نفخر بالانتماء اليه، وبزرع أبنائنا في مدنه وبلداته وجباله.
لبناننا الحالي هو دولة لبنان الكبير، هو لبنان الـ 10452 كلم2
أيها الأصدقاء:
ليس صدفة أن يشهد هذا الكيان منذ نشأته، ما شهده من أزمات ومحطات مصيرية وتحولات، حيث بدأ كيان لبنان يترسخ مع تأسيس الإمارة المعنية في العام 1516، لينتقل إلى الإمارة الشهابية، ومن ثم إلى نظام القائمقاميتين، ليتبلور كيانه مع إقرار بوتوكول عام 1861، ووضع نظام مكتوب له وتعيين مجلس لإدارة المتصرفية، وصولاً إلى إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920، إلى إعلان الإستقلال في العام 1943، وتكريس الميثاق الوطني صيغة للعيش المشترك، وانتهاءً بإقرار وثيقة الوفاق الوطني في العام 1989، التي رسخت الوحدة الوطنية والعيش معاً.
ليس صدفة أن ينتج هذا الكيان ما أنتجه في محيطه والعالم، من إبداع قل نظيره في كل المجالات.
ليس هذا تبجحاً ولا تمجيداً للذات، فلبنان هو وطن لم تقتله العواصف، هو ثابت صامد وأقوى، ممن يتوهمون أنهم أقوى منه.
لقد أعلن عن ولادة دولة لبنان الكبير الذي باسمه نلتقي اليوم، وقد ساهم بطريرك جليل هو البطريرك الياس الحويك، مع كثير من المخلصين من كل الطوائف، بولادة الكيان اللبناني الحديث.
ولأجل هذا الوطن الكبير، خاض المغفور له الشيخ محمد الجسر أشرس المعارك، وكان شريكاً لبنانياً أصيلاً، ساهم بهذه الولادة، وسجل اسمه في تاريخ هذا الوطن.
كانت الولادة صعبة. لكنها كانت ولادة طبيعية.
التاريخ يقول لنا أن جزءاً من اللبنانيين، رفضوا هذه الصيغة واعتبروها تقزيماً لطموحات الوحدة العربية.
ويقول لنا أيضاً، أن جزءاً من اللبنانيين رفض هذه الصيغة، خشية الذوبان في بحر الأغلبية.
لقد أثبت لبنان الكبير للفئتين، أنهم كانوا على خطأ، فلبنان الكبير بات النعمة الإلهية لكل أبنائه، التي وجب علينا جميعاً أن نحميها باهداب العيون.
لبنان الكبير سفّه كل المشككين، وأزال تردد كل المترددين، من دونه نحن تائهون في عواصف المنطقة. به نحتمي واليه ننتمي، وعنه سندافع مسلمين ومسيحيين الى يوم الدين.
أيها الأصدقاء:
لقد تحول لبنان الكبير من الوطن الملجأ، الى الوطن الهوية فلم يعد حاجة فقط، بل أصبح حقيقة نعيشها في كل يوم وندافع عنها، ونواجه المشاريع الهدامة المتربصة به.
لم يكن من السهل أن نحافظ على الهوية الواحدة، وسط كل هذا التنوع الديني والمذهبي، لكن من المؤكد التمسك بها مهما كانت الصعوبات، هو الخيار الذي يحفظ أولادنا واجيالنا في وطن فيه كل مواصفات التميز والتألق.
أيها الأصدقاء:
لأجل لبنان الكبير وضع رياض الصلح وبشارة الخوري وغيرهم الكثيرون، اليد باليد، وتعاهدوا أمام الله ولأجل لبنان، أن يكون استقلاله ناجزاً، وان يحموا سيادته وحريته واستقلاله.
اليوم وبعد كل الحروب والاضطرابات، ترانا جميعاً نقول بصوت واحد: لبنان ولد ليبقى وسيبقى بإذن الله.
هو جزء لا يتجزأ من العالم العربي والعالم.
هو ملتقى الحضارات والثقافات.
هو الرسالة والمختبر الفريد للعيش معاً.
أيها الأصدقاء:
مئة وثلاث سنوات ونيف على ولادة لبنان الكبير، ولا زلنا نناضل لنحميه من الطامعين والعابثين، ومن أصحاب المشاريع الهدامة.
نحن نتعهد اليوم من هذا الصرح الوطني الكبير أن نبقى معاً، لنستعيد السيادة ونرفع الوصاية ونحمي الدستور ونفعل المؤسسات.
نتعهد أن نمنع تحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
نتعهد أن نعيد للدولة هيبتها، وأن يكون الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية وحدها من تمسك زمام الامن.
نتعهد أن نواجه السلاح الميليشياوي، ومشاريع التصفية والاغتيال والإرهاب.
لبنان الكبير وجد ليبقى، وسيبقى بإذن الله بكامل مساحته الـ 10452 كلم2، وبكامل مكوناته الوطنية.
معاً سنبقى موحدين مسلمين ومسيحيين، كي نبني مستقبلاً واعداً لأبنائنا وأجيالنا.
التحية لكل من نظم هذا اللقاء.
ونخص بالتحية “طاولة حوار المجتمع المدني” التي أصرت على إطلاق تجمع دولة لبنان الكبير، من هذا الصرح الكبير.
عشتم وعاش لبنان الكبير بأبنائه السياديين المخلصين