تفاعلت أمس قضية إبداء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله استعداده لاستقدام الفيول الإيراني مجاناً إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء شرط موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة على ذلك، الأمر الذي دفع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى حثّ الحكومة على “الموافقة على عرض السيد نصرالله لعدم ترك الشعب اللبناني عرضة للأقاويل التي لا ترتكز إلى أي أساس من الصحة”، مذكراً بـ”ما حصل في موضوع المازوت (الإيراني) وانتهى بباخرتين أم ثلاث وصلت إلى الناس مدفوعة باستثناء تبرعات قليلة جداً كالتبرعات التي تقوم بها أي جمعية خيرية”.
ورأت أوساط سياسية عبر “نداء الوطن”، “صلة مباشرة بين هذه القضية التي كان أول من أثارها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبين الكباش الحكومي الدائر بينه وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي”، موضحةً أنّ باسيل أراد من وراء هذا الطرح “حشر ميقاتي” ورمي كرة المسؤولية عن إغراق اللبنانيين في “العتمة” إلى ملعب رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبر تحميله وزر رفض استقدام الفيول الإيراني المجاني لمعامل الانتاج، لعلم باسيل يقيناً باستحالة منح الحكومة اللبنانية الموافقة الرسمية على هكذا طرح ربطاً بالعقوبات الدولية على إيران والعقبات اللوجستية التي تحول دون تنفيذه.
وفي السياق أكدت مصادر وزارية معنيّة لـ”النهار” أن لبنان يقبل عموماً بالهبات غير مشروطة إذا كانت مطابقة للمواصفات اللبنانية، لكن سبق للمازوت الايراني الذي تم استيراده من خلال جهات خاصة في مرحلة سابقة أن أتى غير مطابق للمواصفات المطلوبة، بما يعني الحاجة – كما في ما يخصّ النفط العراقي المستورد إلى لبنان – إلى مقايضته مع دولة ثالثة. وفي المحصلة، لا تعتبر المصادر الوزارية هذه المسألة قائمة أو ممكنة باعتبار أن العقوبات مفروضة على النفط الايراني، بما يجعل من الدعوة الى استيراد هبات فيول من ايران مسألة للاستهلاك الاعلامي فحسب.