عبد القادر سعد – الأخبار
الصدارة «زرقاء»… «الضاحية زرقاء». هذا ما انتهى عليه الأسبوع العاشر من الدوري اللبناني لكرة القدم مع تصدر فريق شباب الساحل للترتيب العام. انتهت القمة بين العهد والنجمة بالتعادل 2-2 بعد ليلة حافلة جماهيرياً في منطقة الضاحية الجنوبية حاول كل جمهور صبغها بألوانه. رفع جمهور النجمة يافطة عملاقة كتب عليها «الضاحية نبيذية»، العهد بدوره حاول الرد باللون الأصفر. لكن في النهاية فاز اللون الأزرق، لون فريق شباب الساحل الذي اعتلى الصدارة برصيد 24 نقطة بعد فوزه الكبير على السلام زغرتا 4-0 على ملعب المرداشية، مع ثلاثية لنجمه حيدر عواضة، في حين سجل محمد حمود الهدف الرابع.
فوز الساحل ليس هو السبب الوحيد لتصدّر الساحليين، فأبناء «حارة حريك» استفادوا من التعادل المرّ بين النجمة والعهد. أصبح الساحليون على بعد فوز واحد من التتويج بلقب بطل المرحلة المنتظمة من الدوري. صحيح أنه لقب معنوي، لكن له دلالات كبيرة حين يستطيع الساحل بإمكانياته المتوسطة فنياً مع مجموعة من اللاعبين الشباب أو المتوسطي الخبرة أن يتفوق على أندية الأنصار والعهد والنجمة أصحاب الميزانيات الكبيرة والمدججين بالنجوم. استطاع الساحل أن يتصدر بفارق المواجهات عن الأنصار الذي يشاركه الصدارة بنفس عدد النقاط (24 نقطة) لكن الساحل فاز على الأنصار 1-0.. أصبح الساحل على بعد فوز كي ينهي الدوري المنتظم متصدراً قبل المرحلة السداسية. صحيح أن المهمة صعبة لكونه سيواجه النجمة، لكن مع فريق أسقط الأنصار وعادل العهد وتصدر بسجل دفاعي «خرافي» مع تلقّي مرماه هدفاً وحيداً في عشر مباريات (سجّله أحد لاعبيه خطأ في مرماه) لا شيء مستحيل. قد تكون السلبية الوحيدة هي ضعف التسجيل عند الساحليين مع تسجيلهم 12 هدفاً فقط في عشر مباريات، لكن استراتيجية المدرب القدير محمود حمود أثبتت فاعليتها ووضعت الساحل في الصدارة.
أما بالنسبة إلى التعادل المرّ بين النجمة والعهد 2-2 على ملعب جونيه، فقد جاء مؤلماً للنجماويين مع خسارتهم الصدارة وتراجعهم الى المركز الثالث برصيد 22 نقطة، في حين كان التعادل شبه قاض على حظوظ العهد بالمنافسة على اللقب، حيث بقي في المركز الخامس برصيد 16 نقطة مبتعداً بفارق تسع نقاط عن الساحل والأنصار المتصدرين.
مباراة دراماتيكية بكل ما للكلمة من معنى. تنقّل فيه التقدم بين فريق وآخر مع أخطاء قاتلة وأهداف ساذجة. افتتح العهد التسجيل عن طريق محمد حيدر، وعادل النجمة عبر محمود سبليني. ثم تقدم النجمة عبر عمر الكردي، لكن العهد خطف التعادل في الوقت القاتل عبر خليل خميس في الدقيقة 92. نهاية مخيبة للفريقين على أرض الملعب، وفي الوقت عينه مؤسفة جداً خارجه، بعد الأحداث التي شهدتها المباراة مع اعتداء بعض إداريي ولاعبي النجمة على مصورَي نادي العهد قاسم شاهين وحسين صادر. أحداث خطفت الأنظار من نتيجة المباراة وتحوّلت حديث الشارع الكروي مع مقاطع فيديو وصور، بانتظار ما سيصدر عن الاتحاد اللبناني لكرة القدم في هذا السياق.
الأسبوع العاشر شهد مباراة مرتقبة يوم السبت بين الأنصار والبرج على ملعب جونيه، انتهت «خضراء» حين فاز الأنصار 3-0، وجاءت جميع الأهداف من ركلات جزاء سجلها حسن معتوق ليتصدر ترتيب الهدافين بعشرة أهداف. فوز سمح للأنصار بأن يبقى شريكاً في الصدارة، في حين تراجع البرج الى المركز الثامن برصيد 11 نقطة.
قبل اللقاء، كان الصفاء يخطف فوزاً غالياً على شباب البرج 2-1 على ملعب صيدا، سمح له بالتقدم الى المركز السادس برصيد 13 نقطة. خطف الصفاويون الفوز بهدف حسن هزيمة في الوقت بدل الضائع (93) بعد أن كانت النتيجة متعادلة بهدفي الصفاوي اكرم مغربي والبرجي علي حمود. خسارة شباب البرج أدت الى تراجعه الى المركز التاسع برصيد 11 نقطة.
شهدت نهاية مباراة النجمة والعهد أحداثاً مؤسفة مع اعتداء بعض إداريي ولاعبي النجمة على مصوّري نادي العهد
في الوقت عينه، كان طرابلس يتقدم الى المركز السابع برصيد 12 نقطة بعد فوزه الثمين على الشباب الغازية 2-1 على ملعب بحمدون. افتتح محمد العرجا التسجيل لطرابلس من ركلة جزاء، قبل أن يعزز علي رشيد النتيجة قبل نهاية الشوط الأول. وقلّص محمد أيوب الفارق للغازية في الدقيقة 76 من ركلة جزاء، لكن لم يستطع الفريق الجنوبي معادلة النتيجة ليبقى في المركز العاشر برصيد ست نقاط.
الأسبوع العاشر افتتح يوم الجمعة بلقاء أثار جدلاً كبيراً بين التضامن صور والإخاء الأهلي عاليه على ملعب العهد. لقاء انتهى لصالح الإخاء بهدف وحيد سجله اللاعب داني الجردي في الدقيقة 77. هدف اعتبره كثيرون غير أخلاقي، حيث سجله الجردي من كرة كان من المفترض أن يعيدها لاعبو الإخاء الى التضامن بعد إخراجها لإسعاف الحارس التضامني محمد سنتينا. لكن الجردي سجّل هدف المباراة ليفوز فريقه 1-0 ويعزز مركزه الرابع برصيد 19 نقطة في حين بقي التضامن في المركز قبل الأخير برصيد ست نقاط أمام السلام زغرتا الأخير الذي يملك نقطة وحيدة.
هدفٌ أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتلته سلسلة من البيانات الإخائية يعتذرون فيها من التضامنيين ويدعون الاتحاد إلى إعادة المباراة. مبادرة جيدة من الإخاء، لكن كان بالإمكان تدارك الأمر في الملعب حيث كان هناك متّسعٌ من الوقت قبل نهاية المباراة (13 دقيقة) يسمح بالتشاور لحل الموضوع، بدلاً من إيصال الأمور الى مرحلة صعبة حيث ستكون المرة الأولى التي تعاد فيها المباراة لسبب مماثل في حال قرر الاتحاد ذلك.