في موسم الفيروسات التي تتناقل بالعدوى، ولا سيما في المدارس كبيئة ملائمة، أخذ أحد الفيروسات وهجاً أكثر من سواه من الفيروسات لكونه تصاحب مع توهّج وجوه الأطفال، ولا سيما لدى تلامذة المرحلة الابتدائية، بطفح جلدي أحمر اللون.
وبعد ظهوره في 3 من المدارس الخاصة في مدينة زحلة، وإثارته القلق لدى الأهالي في إحدى المدارس بسبب عارض الطفح الجلدي، عمدت مدارس الى إقفال أبوابها لبضعة أيام، والى إطالة عطلة عيد المعلم الى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع، لاحتوائه والحدّ من تفشّيه بين التلامذة.
“النهار” تحدثت مع طبيبَي أطفال في زحلة، ربيع زعتر وفيصل عويشق، اللذين عاينا حالات من التلامذة، وكلاهما طمأنا بأن لا شيء يستدعي القلق وبأن هذا الفيروس لطالما كان موجوداً، لكنه ظهر بشكل أكبر هذه السنة.
الطفح الجلدي معروف باسم Fifth Disease وفقاً لطبيب الأطفال والاختصاصي بالجهاز الهضمي ربيع زعتر.
وهذا الطفح ناجم عن Parvovirus B19، الذي يصيب الإنسان فقط، ولا يلتقطه من الحيوانات كالكلاب والقطط، على ما أوضح طبيب الاطفال فيصل عويشق. والتوضيح الأخير ملزم منعاً للالتباس لكون الـParvoviruses تصيب في العادة الحيوانات، بخلاف الفيروس المذكور المحصور بالبشر فقط.
يوضح زعتر أن العوارض هي عوارض الحمّى نفسها، من حرارة قد تتصاحب مع أوجاع في الرأس أو الجسد، سيلان الأنف، السعال. وتتميّز بالطفح الجلدي الأحمر على الوجه كآثار الصفعة – من هنا تسميتها متلازمة الوجه المصفوع – ويضيف أنه يمكن للطفح أن ينتقل الى باقي الجسم، يظهر ويختفي الى حين التعافي.
وهو ما يؤكده أيضاً عويشق لافتاً الى أن المتلازمة تظهر لدى الفئة العمرية من 5 الى 15 سنة، وأنه يُشخّص من خلال عوارضه ولا سيما الطفح منها، ويعالج كأي حمّى أخرى. ويشرح مجيباً عن سؤال أنه لا يُجرى فحص مخبري له لعدم توافر هذه الفحوص سوى في بعض المراكز المهمة في لبنان.
من جهة ثانية، أظهر الـFifth Disease الذي اتخذ اسمه لكونه الخامس على لائحة تشخيص أنواع الطفح الجلدي السارية لدى الأطفال، تلكؤ مدارس خاصة في منطقة زحلة في تطبيق قرار ترصّد الغياب المدرسي، الناجم عن التعاون ما بين وزارتي التربية والصحة منذ جائحة فيروس H1N1، والذي يقضي بأن تقوم المدارس الخاصة والرسمية بتعبئة استمارة أسبوعية خاصة بإحصاءات الغياب وإرسالها الى قسم الصحة العامة في القضاء بما يسهم بقياس نسبة الغياب الأسبوعية ومراقبتها في سبيل الكشف عن الإنذارات والفاشيات الوبائية، وتوفير بيانات وبائية لأصحاب القرار لتوجيه إجراءات الإستجابة، إذ لا يصل رقم الإبلاغ لدى المدارس الخاصة إلى 20 في المئة في مقابل 70 في المئة للمدارس الرسمية.
وفي حال الفيروس موضوعنا، فإن الدوائر المعنية في مصلحة الصحة في البقاع لم تتبلغ من المدارس عن تفشيه لديها. وبناءً على ذلك، فإن هذه الدوائر تعمل على جمع لوائح من المدارس المعنية بالغياب المدرسي، وتسعى الى الحصول على معطيات علمية متمثلة بفحص مخبري يشخّص الحالة، ليبنى على الشيء مقتضاه على أسس علمية، في حال الحاجة الى ذلك