منير الربيع – المدن
أسبوع جديد للمهزلة
وتفعلّت الحركة الديبلوماسية والدولية: المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل يزور لبنان للقاء المسؤولين والحث في تشكيل الحكومة. الرئيس المكلف سعد الحريري يزور مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي. والموقف المصري لا يزال على حاله، داعماً الحريري ورافضاً اعتذاره، مع التركيز على ضرورة تشكيل حكومة، طالما لا اتفاق على بديل ولا أفق لحلّ المشكلة. ولا أحد من الدول المهتمة بلبنان يمتلك تصوراً واضحاً حول مآلات الأزمة، أو قادر على تقديم رؤية واضحة المعالم لحلّ قابل للتطبيق.
الحريري والراعي
والحريري لم يحسم موقفه بعد. يقترب من الاعتذار ويتراجع بناء على ضغوط وتمنيات ونصائح. رئيس مجلس النواب نبيه برّي نصحه بعدم الاعتذار، إلا إذا أراد أن يختار البديل. وتلقى نصائح أخرى بالعمل على إعداد تشكيلة حكومة ويقدمها لرئيس الجمهورية.
وفي الأيام الماضية وجد الحريري نفسه محاصراً داخلياً وخارجياً. وسابقاً أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي موقفاً أمام شخصية سياسية: إذا قرر الحريري الاعتذار، فأنا أكون ضده وأعارضه. وكان الراعي آنذاك لا يوافق على مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون ولا يؤيدها. ويوم الأحد الفائت كان موقف الراعي مغايراً كلياً: انتقد عون ولكنه صوب على الحريري أيضاً، وأوحى بأنه خسر الكثير من الدعم الذي كان متوفراً له. فرأى رئيس تيار المستقبل أن موقف الراعي هذا سلبي.
لذا أرسل الحريري مستشاره غطاس خوري اليوم الإثنين 12 تموز للقاء الراعي، واستعرضا مآلات عملية التشكيل، والسعي لتقديم تشكيلة حكومية تحظى بالتوافق، وبالتالي تشكيل الحكومة.
تصعيد كبير فتفاهم؟
ولكن هل يمكن تشكيل الحكومة بعد كل السلبية في المواقف والاشتباكات بين بعبدا وبيت الوسط؟
سؤال صعب وتحتاج الإجابة عنه إلى معجزة. البعض يعتبر أنه لا بد من التعود في لبنان على مبدأ “التصعيد الكبير قد يؤدي إلى تفاهم كبير”. لا شيء مستحيلاً طبعاً. ولكن لا بوادر واضحة حتى الآن.
وتتكثف النصائح للحريري بضرورة تقديم تشكيلة حكومية، ووضعها بين يدي رئيس الجمهورية. فبأسوأ الأحوال سيكون هناك متسع من الوقت الذي يمكن الاستثمار فيه، ولو كان دوراناً في الحلقة المفرغة، في انتظار إشارة داخلية أو خارجية تحتم تغيير الوجهة، أو تسمح في الوصول إلى نتيجة.