
جاء في مقدمة تلفزيون LBCI:
يمكن القول إن الموقف ما قبل اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، هو غيره تمامًا بعد الإجتماع… سعد الحريري دخلَ معتذرًا وخرجَ مكلَّفًا من أعلى مرجعية سنيَّة في لبنان… هذا التكليف الثالث ليس من السهل تجاوزه، فالتكليف الأول جاء من خلال الاستشارات النيابية الملزمة، والتكليف الثاني جاء من جلسة مجلس النواب التي نوقشت فيها رسالة رئيس الجمهورية، والتكليف الثالث جاء اليوم من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى… كيف تم هذا التكليف؟
في معلومات خاصة بالـ “LBCI” فإن الرئيس المكلَّف أفصح أمام المجلس عن نيته الإعتذار، لكنه قوبِل بإجماع المجلس الشرعي على رفض خطوة الإعتذار… إجماع المجلس الشرعي على رفض خطوة الإعتذار ليس تفصيلًا صغيرًا، ولا يمكن للرئيس الحريري أن يقفز فوقه، وبالتأكيد يشكِّل هذا الإجماع معطى جديدًا ليس لدى الحريري وحسب، بل لدى أي مرشح آخر قد يسميه التكليف في حال اعتذر الحريري، لأنه لن يكون الأقوى داخل طائفته، كما هي الحال مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.
كما علمت الـ “LBCI” أن الرئيس المكلف، تطرَّق امام المجلس الشرعي إلى موقف الرئيس بري الذي أوصل إليه رفضه الإعتذار.
بين هذين الرفضين للإعتذار: رفضِ دار الفتوى، ورفض عين التينة، كيف ستتطور الأمور؟ الكلمة الفصل عند الرئيس المكلَّف الذي تلقى جرعتَي دَعْم لا يُستهان بهما، والسؤال: كيف سيستخدمهما؟
في سياق تجميع الأوراق، يجدر التذكير أن الرئيس المكلف كان قد التقى هذا الأسبوع نائب الأحباش عدنان طرابلسي وعضوَ اللقاء التشاوري الذي انفرط عقده، جهاد الصمد، علمًا أن أحد الذين كانوا من بين اعضائه، النائب فيصل كرامي، يتحرك ليكون المتقدِّم في حال اعتذر الحريري، فماذا يعني هذا الإصطفاف المستجد؟
إشارةً إلى أن الرئيس المكلف التقى رؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط، واطلعهم على مضمون النقاشات في دار الفتوى وما بلغه من الرئيس بري.
هكذا، البلد أمام ماراتون تشاوريٍّ جديد، بين اعتذار يبدو أنه تفرمَل أو يكاد، وتكليف جديد لم تكتمل عناصره بعد… وبين فرملة الاعتذار، والتكليف غير الناضج، يبدو ان الرئيس حسان دياب يراقب من السرايا هذا الغموض غيرَ الخلاق، فيما ماراتون المعاناة يطول يومًا بعد يوم: أدوية ومستلزمات طبية ومحروقات، أما الماراتون الوحيد الناجح فهو ماراتون اللقاح الذي سجَّل اليوم أرقامًا قياسية، مقارنة بالأسبوعين الفائتين.