ناشطون-قسم التحرير
ينتظر اللبنانيون بين ليلة وضُحاها تأليف الحكومة بفارغ الصبر ،فالوضع لم يعد يحتمل والاوضاع الإقتصادية ترزخ بشدّة على أعتاب بيوت الناس و خصوصاً الفقراء منهم . في الايام القليلة الماضية تفاءل الشعب المحبط بتشكيل الحكومة سريعاً بعد أجواء تفاؤلية نشطت بين بعبدا وبيت الوسط وعين التينة ، لتنتهي هذه الاحلام الوردية بظهور السيد حسن نصرالله بكلمةٍ أجهض فيها جميع الاجواء الايجابيّة، فقد طالب نصر الله الرئيس المكلّف سعد الحريري بإعادة النظر بحكومة اختصاصيين والذهاب فوراً الى تشكيل حكومة تكنوسياسية، الأمر الذي رفضه سابقاً الحريري مؤكداً انّ لا حكومة إلا حكومة اختصاصيين فقط لا غير . اذاً تبدلت الأجواء وتبعثرت الخطوط العريضة للتأليف وأصبحت المبادرة الفرنسية التي اتفق عليها زعماء الاحزاب السياسية في خبر كان .
ففيالسياق نفسه علمت اوساط سياسية ان الرئيس ميشال عون و رئيس التيار الوطني الحر قد ارسلا موفداً منهم للقاء السفير السعودي وليد البخاري في بيروت، و بحسب المعلومات قد تضمنت الرسالة شقّين : الشقّ الاول يتعلق بتحالف الرئيس عون مع حزب الله والذي اكّد فيه الموفد ان علاقة الحريري مع حزب الله اصبحت اقوى وأمتن من علاقة التيار العوني مع حزب الله ، أما الشقّ الثاني فقد قال الموفد للبخاري “السعودية لا تريد الحريري رئيساً للحكومة ونحن ايضا لا نريده رئيساً ايضاً، اذاً ليعتذر عن التأليف لنكلّف شخصاً آخر رئيسا ً تختاره المملكة “.
و في ظل هذه التطورات الراهنة اصبح من الصعب جداً تشكيل حكومة في الوقت القريب و الصعوبة لا تكمن داخلياً فقط بل ايضاً خارجيا وهنا يبرز دور الحريري و موقفه النهائي والواضح بين محورين، الإيرانيّ أو العربيّ، فهو مطالب اليوم قبل الغد بتحديد هويته السياسية “إما أسود او أبيض” اللون الرمادي اصبح من الماضي ولن يعترف به ، و نصرالله يقول بوضوح انه جنديٌّ في ولاية الفقيه فهل يقولها صراحةً الحريري ويتجرأ أنه ينتمي الى النمط العربيّ السعوديّ؟؟
فلا مجال للمراوغة و الخليج والسعوديّة تنتظر.