
في الوقت الذي كانت تستعد فيه جماهير برشلونة لطي صفحات التاريخ بسبب التراجع الكبير للمستوى في المواسم الماضية، جاء المدرب الألماني هانسي فليك كـ”الساحر” الذي يمتلك كل الحلول، حاملاً “المفتاح الذهبي” لأبواب “المجد”.
جاء هانسي فليك في وقت صعب، إذ لم تتوافر الإمكانات اللازمة لإعادة النادي الكاتالوني إلى الطريق الصحيح، لكنه نجح في تحقيق ذلك من دون الحاجة إلى صفقات مكلفة أو استقطاب لاعبين كبار.
اعتمد مدرب بايرن ميونيخ سابقاً على العناصر المتوافرة لديه، معيداً إليهم الحياة من جديد، بالإضافة إلى مجموعة من شباب أكاديمية “لا ماسيا”، متجاوزاً تحديات عدة. حوّل فليك برشلونة إلى فريق متكامل فنياً، يعرف كيف ينتصر وينافس بشراسة على الألقاب، فأصبح واحداً من أقوى الفرق هذا الموسم، سواء دفاعياً أو هجومياً.
بعد سنوات من التراجع والغياب عن منصات التتويج، صاحبتها مرحلة من التعثرات في بداية الموسم مع فليك، عاد برشلونة ليكون الفريق الأكثر قوة. تمكن من الثأر من كل الفرق التي هزمته في الدور الأول من الدوري الإسباني، وأصبح الفريق الوحيد الذي لم يُهزم في عام 2025، والأكثر تحقيقاً للانتصارات محققاً 20 فوزاً من أصل 24 مباراة في البطولات المختلفة.المستوى الحالي لبرشلونة واستقراره الفني، جعلاه المرشح الأول للفوز بالمسابقات المحلية والقارية. بات الفريق قريباً من تكرار إنجاز تاريخي للمرّة الثالثة في تاريخه بتحقيق الثلاثية التاريخية المتمثلة في الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا.
الثلاثية التي حققها برشلونة مرّتين سابقاً في موسمي 2008-2009 تحت قيادة بيب غوارديولا و2014-2015 مع لويس إنريكي، تلوح حالياً في الأفق.
12 مباراة فقط تفصل الـ”بلوغرانا” عن هذا الإنجاز، وكل ما يحتاجه هو الحفاظ على مستواه لتجاوز عقبة بوروسيا دورتموند في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والفوز على ريال مدريد في نهائي كأس الملك، وتحقيق العلامة الكاملة في المباريات المقبلة في الدوري الإسباني، بما في ذلك مواجهة “كلاسيكو الأرض” أخرى أمام النادي الملكي التي قد تحسم لقب الدوري من دون انتظار المرحلة الأخيرة.