
مقال بقلم الكاتب صفوح منجد
يوميات المفاجآت الإنتخابية قد بدأت مع العد العكسي للأيام التي تفصلنا عن إنتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل، وكلما تقلصت المهلة إرتفع منسوب الإتصالات واللقاءات وتداولت بورصة الترشيحات بأسماء فيما بقيت مواقف الكتل النيابية بين ما هو معلن وما هو مستتر، وحتى الآن ما زالت عملية (البوانتاج) ضبابية في ظل من أعلن مرشحه ولمن يميل أو يتجه إلى الإعلان عنه وبالتالي لا يمكن الركون لدفة اي مرشح سينحاز.
وجنوبا لم يختلف المشهد مع خرق إتفاق وقف إطلاق النار من قِبل العدو الإسرائيلي بعدما واصل عمليات تجريف وتدمير المنازل في الأحياء الداخلية لبلدة الناقورة وفي المنطقة الواقعة بين بليدا وعيترون، وتمشيط الأودية الواقعة بين قبريخا والغندورية.
وسُجّل امس فقدان الإتصال بثلاثة مواطنين لبنانيين أحدهم في وادي الحجير بالتزامن مع تقدّم جنود العدو الإسرائيلي حيث عُثر على سيارة المفقودين مصابة بطلقات نارية.
في الشأن السوري تمّ تسجيل أول تواصل رسمي بين الولايات المتحدة وسوريا منذ قطع العلاقات الديبلوماسية في العام 2012، مع وصول وفد ديبلوماسي أميركي إلى دمشق حيث عقد محادثات مع القيادة السورية المؤقتة بهدف مناقشة قضايا سياسية وإنسانية، ويلتقي أعضاء المجتمع المدني والناشطين وممثلين عن المجتمعات المختلفة في سوريا لإستعراض رؤيتهم لمستقبل البلد وفق ما أفادة الخارجية الأميركية.
وفي تطور قطاع غزة وللمرة الأولى منذ طوفان الأقصى أعلن مكتب رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية حيث أبلغ العائلات بأن ظروف إبرام صفقة التبادل تحسنت رغم عدم التوصل إلى إتفاق نهائي بعد.
وفي شأن متصل تلاحق مذكرة الجنائية الدولية نتنياهو وتشِلّ حركته الخارجية وهو لن يحضر مراسم إحياء ذكرى تحرير (أوشيغيرا) ببولندا خشية إعتقاله فيما كشف الإعلام العبري عن تهريب جندي إسرائيلي خارج سيريلنكا قبل إستدعائه بتهمة إرتكاب جرائم حرب في غزة.
وقبل عشرين يوما من الإستحقاق الرئاسي، التريّث سيد الموقف، فالصدمة الإيجابية التي أحدثها النائب السابق وليد جنبلاط بتأييده إنتخاب العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية لم تُستكمل بعد بأي خطوة عملية واضحة من أيّ طرف سياسي.
هكذا فإن تحريك المياه الراكدة نجح جزئيا لا كلياً، والسبب أن الكتل المقررة لم تبلور موقفها النهائي بعد، فها ثمّة قطبة مخفيّة أو أن كلمة السر لم تأت بعد؟ في الحالتين النتيجة واحدة، والأمل اللا تستمر المراوحة ما يؤدي إلى عدم حصر أسماء المرشحين وبالتالي إلى بعثرة أصوات النواب وتوزعها ما يحول دون إنتخاب رئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني.
وفي الجنوب الخروقات الإسرائيلية مستمرة وكذلك التوجيهات والتعليمات التي يعطيها أفيخاي أدرعي إلى أهالي بعض القرى والبلدات بعدم العودة إلى بيوتهم.
ألا يدل الأمر كم أخطأ حزب الله عندما شنّ حرب إسناد غزّة التي تحولت حربا على لبنان، ما سمح لإسرائيل أن تستبيح أرض الجنوب بلا حسيب ولا رقيب؟ في الأثناء الأمور في سوريا تتقدم بسرعة، والجديد وصول وفد أميركي إلى دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عقد حيث إلتقى قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع وناقش معه رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ورفع العقوبات عن السوريين ومنها قانون قيصر.
أما في اليمن فالأوضاع تتعقد إذ أن الحوثيين أعلنوا تنفيذ عمليتين ضد إسرائيل، فهل يكون مصير اليمن كمصير غزة والجنوب وسوريا؟ وهل يباشر نتنياهو ضرب الذراع الاخيرة لإيران؟ كما ألمح أمس إلى ذلك تصريح أدلى به؟
وفي لبنان البداية تحديدا من الملف الرئاسي فجنبلاط خلط الأوراق وبري يتريّث فيما يبرز يوما بعد يوم (ديل أميركي – سعودي) عنوانه العريض: “سوا سوا بالرئاسة”.
أما الإمتعاض المسيحي من ترشيح وليد جنبلاط لقائد الجيش فجاء متأخرا سنتين وشهرين عن فراغ دارت فيه الأقطاب المسيحية حول نفسها وضربت مساعي البطريرك الراعي في جمعها وتوافقها على إسم مرشح أن تتدخل الدول في الإستحقاق الرئاسي وان تضع الخماسية مواصفات الرئيس العتيد، فتلك وجهة نظر!! أما أن يسمي طرف لبناني مرشحا: ففي نظر المسيحيين جريمة لا تُغتفر.
على صعيد آخر تحرك ملف الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية طلبا للعفو العام خلال موقف أعلنه مفتي الجمهورية طالب فيه بضرورة إنهاء هذا الملف بطريقة قانونية عادلة فيما تقدمت كتلة الإعتدال بإقتراح قانون معجّل مكرّر يرمي لمعالجة هذه القضية وفق الأصول.
ونفى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري وجود تواصل مع الرئيس نجيب ميقاتي بخصوص قانون العفو العام ولا يؤيده ولا صحة لكل ما يتم تداوله عن إخلاء سبيل الموقوفين، وإذ أعلن وزير العدل أنه لا يؤيد العفو العام فهذا القانون يحتاج إلى رئيس للجمهورية وعملية البحث عن الرئيس “المؤجّل” لن تتوقّف خلال فترة الأعياد. هل يعجب ذلك السيد جبران باسيل أم يريد إفتعال الإنقسامات على عاداته التي سئمنا وسئم اللبنانيون منها ومن خلفياتها ومراميها التي يعرف هو أين “تُرمى” بعد ذلك.