
بقلم ياسمين صالحة
مع اقتراب الذكرى السنوية العشرين لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط، تتجه الأنظار إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وسط تساؤلات متزايدة حول طبيعة الخطاب الذي سيلقيه نجله، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وما إذا كان سيعلن عن عودته إلى العمل السياسي بعد ثلاث سنوات من قراره تعليق نشاطه السياسي.
هل يعود سعد الحريري إلى المشهد السياسي؟
يترقب اللبنانيون خطاب الحريري المنتظر في ظل متغيرات سياسية محلية وإقليمية بارزة، أبرزها تراجع النفوذ الإيراني في لبنان، وعودة بعض الدول العربية إلى الساحة اللبنانية، خاصة بعد انتخاب قائد الجيش السابق، العماد جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية. كما أن التطورات في سوريا، وتراجع نفوذ نظام بشار الأسد، قد تؤثر في أي قرار سياسي جديد يتخذه الحريري.
هذا العام، يبدو أن تيار المستقبل يتعامل مع ذكرى 14 شباط بشكل مختلف، حيث تشهد التحضيرات حملات إعلامية واسعة ولقاءات شعبية في مختلف المناطق اللبنانية، ما يعكس أجواء توحي بمرحلة جديدة قد يكون الحريري بصدد الإعلان عنها.
لقاءات سياسية ودبلوماسية.. وزيارة إلى قصر بعبدا
بالتزامن مع ذكرى اغتيال والده، بدأ سعد الحريري جولة سياسية مكثفة، استهلها بزيارة رئيس الجمهورية جوزيف عون في قصر بعبدا، حيث جرى بحث الأوضاع المحلية والإقليمية.
كما التقى الحريري رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي، حيث أُقيمت له مراسم استقبال رسمية، وعقدا اجتماعًا مطولًا ناقشا فيه المستجدات السياسية، وهنأ الحريري سلام على تشكيل حكومته.
بعد ذلك، زار الحريري رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي أعرب عن أمله في أن تكون ذكرى 14 شباط مناسبة للوحدة بين اللبنانيين.
وفي دار الفتوى، التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث دعا الحريري أنصاره إلى المشاركة في إحياء الذكرى قائلًا: “انتظروني الجمعة”.
كما اختتم جولته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث ناقشا المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية.
خطاب شامل وخارطة طريق لتيار المستقبل
في هذا السياق، قال منسق عام الاعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى، لموقع “ناشطون”، إن “ذكرى الاغتيال هذا العام مختلفة عن سابقاتها، حيث سيلقي الرئيس سعد الحريري خطاباً سياسياً، بعد غيابه عن أي خطاب سياسي في الذكرى، منذ ثلاث سنوات، بعد قراره تعليق العمل السياسي، وهذا الخطاب سيكون واضح المعالم والتوجهات الوطنية والعربية، وسيحاكي المتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة، وسيرسم خارطة طريق تيار المستقبل لمرحلة ما بعد ١٤ شباط”.
وأضاف موسى “أن الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تأتي في ظل تغييرات كبيرة على الساحة اللبنانية والإقليمية، وعلى رأسها سقوط نظام بشار الأسد”، مشيراً إلى أن “العدالة الإلهية تحققت بهذا السقوط المدوي، وحق رفيق الحريري انتصر على كل الباطل والظلم والتنكيل الذي مورس بحقه من قبل هذا النظام وصولا إلى اغتياله في ١٤ شباط ٢٠٠٥، تاريخ اغتيال لبنان”.
وأشار إلى أن اللبنانيين يفتقدون سعد الحريري في المشهد السياسي، معتبرًا أن غيابه خلّف فراغًا لم يستطع أحد ملؤه. وأكد أن الخطاب المنتظر سيحدد موقف تيار المستقبل من التطورات الأخيرة، وسيجيب على كل التساؤلات، قائلًا: “14 شباط لناظره قريب”.
هل تكون الذكرى محطة مفصلية؟
مع هذه التطورات، تبقى كل الاحتمالات واردة، لكن المؤكد أن ذكرى 14 شباط هذا العام تكتسب أهمية خاصة، وقد تشكّل نقطة تحول في مسار سعد الحريري وتيار المستقبل. فهل يعود الحريري إلى الساحة السياسية، أم أن خطابه سيكون مجرد مراجعة للأحداث دون خطوات عملية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.