افتتحت محطة “تيلي لوميار- نورسات” مكتباً لها في منطقة الزاهرية – طرابلس لتكون صوت الحق المدوي ولتبني جسور المحبة والتلاقي وسط الأزمات والحروب.
شارك في حفل الافتتاح رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، متروبوليت طرابلس والكورة وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك ادوار جاورجيوس ضاهر، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران افرام كرياكوس ممثلا بالاب ابراهيم السروجي، راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور ممثلا بقدس الاب جبرائيل ياكومي، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام ممثلا بالأستاذ محمد حسون، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور ممثلا بالشيخ محمد عبد الكريم عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي العلوي، رئيس الكنيسة الإنجيلية في الشمال القس الدكتور هادي غنطوس، رئيس دير الآباء الفرنسيسكان في مدينة الميناء- طرابلس الاب كوبريكو كاليلا، وكيل المطران شاهيه بانوسيان في الشمال الاب كريكور ياغيايان، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، مسؤولة مكتب “تيلي لوميار- نورسات” في الشمال الإعلامية ليا عادل معماري، منسقة مشروع تأهيل الرأسمال الاجتماعي في مجلس كنائس الشرق الاوسط البروفسور لور ابي خليل، المرشد العام للسجون في لبنان الأب جان موره ممثلاً برئيس لجنة الإعلام المركزية في لبنان الصحافي جوزاف محفوض، منسق طرابلس والشمال في جمعية المجلس الأمن والدينال أمين كميل بربر، السيدة نانسي نجار عن المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للاعلام” مديرة محطة mariam tv، الاعلامي جورج معلولي، ولفيف من الآباء الكهنة والقساوسة وفاعليات وإعلاميون.
بعد النشيد الوطني وصلاة المباركة، ألقت عريفة الاحتفال نهى معماري كلمة أضاءت فيها على أهمية المناسبة ملخصة قولها بالٱية الإنجيلية ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم”.
بعد ذلك، تعاقبت على الكلام كل القيادات الروحية المشاركة التي حملت في مضامينها تشديد على دور تيلي لوميار- نورسات في شمال لبنان “الذي يستحق الكثير من الاهتمام الإعلامي وتسليط الضوء على مختلف قضاياه الإنسانية والاجتماعية والروحية”.
كما نوهت القيادات الروحية بـ “رسالة تيلي لوميار طيلة ٣٤ عاما حاملة رسالة الإنسانية والكلمة والعطاء ومد جسور التواصل بين سائر الطوائف والديانات”. ونوه المتحدثون أيضا بـ “كفاءة الإعلامية ليا معماري المشهود لها في الكنيسة والمجتمع، متمنين لها المزيد من العطاء ومبدين كل الدعم في سبيل إنجاح رسالة مكتب الشمال”.
من ثم، تم عرض كلمة متلفزة لرئيس مجلس إدارة نورسات المدير العام لـ “تيلي لوميار” جاك كلاسي، تناول فيها أهمية هذا المكتب ودوره وسط الأزمات والتحديات متمنيا لفريق العمل العطاء والازدهار.
ثم، ألقى الامين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البرفسور جان عبسي كلمة جاء فيها: “كلما ازداد مجتمع الحداثة عنفا، واضحت الحياة اليومية اشبه بغابة تتصارع فيها الضواري، كلما كانت الحاجة الى من يبذر بذار المحبة والالفة بين الناس اكبر، مذكرا إياهم ان من هو معهم في المجتمع، هو اخوهم في الإنسانية، وان الضرر الذي يمكن ان يلحق به سوف يلحق بهم”.
أضاف:”لقد تصاعدت أخيرا المشاعر والخطابات السلبية من كل الأنواع، التعصب والتزمّت الديني والعرقي والعنصري والسياسي، وخطاب الكراهية، ووصل الى النزعات الاجتماعية والخيارات الحياتية، فرأينا بروز اشكال حياتية موتورة، اقل ما يقال فيها انها مَرضية، وقد تبين للأسف انها معدية وتتفشى بسرعة في مجتمع فقد ضوابطه”.
تابع:”في هذا الجو المدلهم، وهذه الريبة الحياتية، تحتاج الإنسانية، خصوصا في منطقتنا المنكوبة، الى نور يخرجها من الظلمة التي تعودت عليها كونها أصبحت امرا مفعولا، التي أصبح شعبنا يعتبرها الحالة الطبيعية للأمور”.
وقال:”في هذا الإطار، يعتبر انشاء نورسات علامة فارقة في تاريخ الاعلام السلمي السليم، المعني بصون الايمان المسيحي ونشر مبادئه وقيمه، هداية للناس، على مختلف مشاربهم. لقد خطت هذه المؤسسة المباركة، بقيادة مؤسسها المبارك، الأخ نور الحبيب، خطوات جبارة في مجال نشر الكلمة الطيبة والقيم، وتخطت صعوبات جمة، لا بد ان تمر بها كل مؤسسة لا تتعاطى الابتذال والسطحية، فشكل مسارها تحد لكل تسطيح للعقول، وتسخيف للقيم والمثل التي كانت الإطار الضامن لتقدمنا لقرون خلت. ان تفتتح هذه المؤسسة مكتبا لها في الشمال، فهذه خطوة حميدة ومباركة في مجالين اثنين:
-الأول هو الاهتمام بالمناطق البعيدة عن مركزية هذا المجتمع السيء الإدارة، السيء التوزيع في العمل والثروة، وهذه المناطق سميت المناطق النائية، او المهملة، او المتروكة، ونحن العاملون في مجال الأبحاث الاجتماعية والتنمية نعلم جيدا حال الحرمان والإهمال الذين تعاني منهما هذه المناطق الغنية بأهلها، بتراثها وبثقافتها.
-الثاني، هو اللامركزية في العمل، وإعطاء الاستقلالية للمناطق والفروع في خطوة متقدمة في التنمية المؤسساتية والإدارية، وهذا ما ينعكس إيجابا على غزارة ونوعية العمل، وتجربة زحلة الناجحة في نورسات كانت النموذج الذي يتكرر اليوم في شمال لبنان، ولا بد من تكراره في مناطق أخرى من الوطن وعبر الحدود. ان من شأن خطوة من هذا النوع ان تحفز الابداع والابتكار في المؤسسات، مما يؤدي الى تقدم كبير في عملها، والى إرساء ثقافة جديدة في علاقات العمل”.
تابع: “في هذا المجال، لا بد لي ان اتوقف عند السيدة المسؤولة عن هذا العمل، والتي سوف تشرف عليه من ضمن اوقاتها المزدحمة، السيدة الزميلة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، ليا عادل معماري. تعاملي معها هو لعقد من الزمن لتاريخه، وقد وجدت في شخصها العناصر التي تجعل منها الإعلامية المسكونية والوطنية الانجح في منطقتنا. هي تجمع الى لاطائفيتها المسيحية، أي مسكونيتها، انفتاحا دينيا يحمله ذوي الايمان الحق، البعيد من التعصب والضغائن، كما تتمتع بكفاءات متقدمة، اكان لجهة اجتراح المواضيع والبرامج، ام لجهة تنفيذها، في سياق تلبية سريعة عز نظيرها. لذلك هي اليوم، تؤتمن من الأخ الحبيب نور على العمل في الشمال، كما هي مسؤولة عن العلاقات الكنسية والاعلام في مجلس كنائس الشرق الأوسط. هنيئا لك ليا المسؤوليات التي تحملين، والهموم التي تكتنفها هذه المسؤوليات، وانت لها”.
ختم: “وبما ان الشيء بالشيء يذكر، لا بد لي ان اُعلم القيادات الدينية الحاضرة هنا، ان نورسات، وبسعي من ليا، قد جهزت مركز انتاج سمعي-بصري في مجلس كنائس الشرق الأوسط، تحت تسمية “منبر الكلمة”، سوف نفتتحه يوم الخميس السابع من تشرين الاول ٢٠٢٤”.
معماري
وفي الختام كانت كلمة ليا معماري تحدثت فيها بتأثر عميق عن رسالتها في هذه المحطة التي بلغت ١٧ عاما من العطاء ورسالتها مستمرة، واكدت أن “المناصب لا تهمها لأنها رسول للكلمة والمحبة والتلاقي وستعمل مع الجميع دون تمييز، في كل لبنان انطلاقا من رسالتها في نورسات، شاكرة قدس الأخ نور لثقته بها والاستاذ جاك الكلاسي وكل الزملاء والعاملين في المحطة”، مؤكدة أن “لا لغة في العالم تقوى على لغة المحبة، وبالخير ننتصر. كما أعلنت عن إطلاق اول منبر اعلامي في الشمال مع بدء العام الجديد ٢٠٢٥”.
في نهاية الاحتفال، تبادل الجميع الصور التذكارية ونخب المناسبة، وتم توزيع أناجيل وتذكارات من المحطة.