أطلقت إيران اليوم الأربعاء سراح الصحفية الإيطالية تشتشيليا سالا وعادتها إلى بلادها بعد ثلاثة أسابيع من احتجازها في طهران خلال تواجدها في رحلة صحفية.
وكان في استقبالها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني ووزير الخارجية أنطونيو تاياني عند عودتها إلى روما في تجل للأهمية السياسية المرتبطة بقضيتها.
وكانت سالا، وهي كاتبة ومذيعة برامج صوتية رقمية (بوكاست)، تعمل بتأشيرة صحفية عادية حين اعتقلت في طهران في 19 ديسمبر كانون الأول، لاتهامها “بانتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية”.
وجاء احتجاز سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في ميلانو بموجب مذكرة أمريكية تتهمه بتوريد قطع غيار طائرات مسيرة تقول الولايات المتحدة إنها استُخدمت في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد القوات المسلحة الأمريكية في الأردن عام 2024.
وتنفي طهران أي دور لها في الهجوم ورفضت الاتهامات بأنها احتجزت سالا للضغط على إيطاليا لإطلاق سراح عابديني.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان إن الإفراج عن سالا، التي كانت محتجزة في حبس انفرادي بسجن إيفين سيء السمعة في العاصمة طهران، تحقق “بفضل العمل المكثف عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية”. ولم تذكر الحكومة شيئا عن قضية عابديني.
ولا يزال عابديني في سجن بميلانو اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن تتخذ محكمة الأسبوع المقبل قرارا في طلب الإفراج عنه ووضعه قيد الإقامة الجبرية قبل الإجراءات النهائية لتسليمه إلى الولايات المتحدة.
وقالت المدعية العامة في ميلانو فرانشيسكا ناني للصحفيين “في الوقت الحالي، لا يزال موقف عابديني دون تغيير”.
الاجتماع مع ترامب
وأُفرج عن سالا بعد ثلاثة أيام فحسب من زيارة لم يعلن عنها لميلوني إلى ولاية فلوريدا الأمريكية للاجتماع مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ولم تنشر تفاصيل محادثاتهما، لكن ماتيو سالفيني نائب ميلوني قال إنهما ناقشا وضع سالا.
وأفاد موقع “إل بوست” الإخباري الإيطالي، حيث يعمل شريك سالا، أن ترامب أعطى “نوعا من الضوء الأخضر” لإيطاليا للتفاوض مع إيران ووعد بعدم إضفاء طابع سياسي على القضية مع إدارة الرئيس جو بايدن التي توشك ولايتها على الانتهاء.
ورفض مصدر سياسي كبير الإدلاء بتفاصيل، لكنه قال إن اجتماع فلوريدا كان مهما ولعب دورا في إطلاق سراح سالا.
وتعمل سالا لصالح صحيفة (إل فوليو) وشركة (كورا ميديا) التي تنتج برامج إذاعية صوتية رقمية (بودكاست) وكانت في طهران لترصد التغيرات التي حدثت في الأونة الأخيرة في المجتمع الإيراني. وقال والدها ريناتو سالا إنه غالب المشاعر التي غمرته حين علم أنها عائدة إلى وطنها.
وقال “بكيت ثلاث مرات فقط في حياتي… خلال هذه الفترة، كان لدي انطباع بأن هناك مباراة شطرنج تُلعب، وأن هناك أكثر من لاعبين اثنين فقط”.
وألقت قوات الأمن الإيرانية في السنوات القليلة الماضية القبض على عشرات الأجانب ومزدوجي الجنسية ووجهت لمعظمهم اتهامات تتعلق بالتجسس والأمن.
واتهمت جماعات حقوق الإنسان إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من دول أخرى عن طريق هذه الاعتقالات، وهو ما تنفيه إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي يوم الأحد إن اعتقال عابديني قد يمثل احتجازالرهينة.