افتتح مختبر التحاليل الطبية في مركز بخعون الخيري للرعاية الصحية الأولية الكائن في مبنى إتحاد بلديات الضنية، في حضور مفتي طرابلس والشّمال الشيخ محمد إمام، قائمقام قضاء المنية ـ الضنية جان خولي، رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة وسفيرة الصحة في العالم العربي رندة حمادة، رئيس مصلحة الصحة في الشمال سعد الله صابونة، طبيب قضاء المنية ـ الضنية نهاد مراد، طبيب قضاء طرابلس ربيع أمون، مدير مستشفى سير ـ الضنية الحكومي بشار جمال، رئيس مجلس إدارة وقف المستوصف الحميدي في طرابلس الشيخ وليد علوش، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس إتحاد بلديات جرد الضنية طارق شفشق، ممثلون عن الصليب الأحمر اللبناني والجمعية الطبية الإسلامية وجهاز الطوارىء والإغاثة، أعضاء في المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، رجال دين مسلمين ومسيحيين، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات والجهاز الطبي والتمريضي والإداري في المركز.
سعدية
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من مطيعة حلّاق، ألقى سعدية كلمة أضاء فيها على الوضع العام في الضنية حيث أن “87 في المئة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر، و70 في المئة من أبنائها يعتاشون من قطاع الزارعة الذي يشهد تراجعاً مضطرداً، شأنه شأن بقية القطاعات والمصالح ومصادر الدخل، بالتزامن مع إرتفاع منسوب الهجرة بين أبناء المنطقة، وضعف الإمكانات المتوافرة لدى البلديات واتحادات البلديات التي باتت بلا حول ولا قوة، وتراجع قطاع التعليم الرسمي”.
وأضاف: “إلى جانب ذلك كان القطاع الصحّي في الضنية يعاني من وضع صعب، فاقم منه تفشّي فيروس كورونا، ما دفعنا بعد الإجتماع برجل الأعمال والمتبرع الأساسي في تجهيز ودعم المركز الحاج خالد جمال ومتابعة من الدكتور خالد جمال إلى الإتفاق معه على افتتاح مركز صحي داخل مبنى الإتحاد بدعم مالي كامل منه، فكان أن تميزنا في عملنا وساعدنا آلاف المرضى خصوصاً المصابين بالأمراض المزمنة ومرضى غسيل الكلى، قبل أن يتحول المركز من مستوصف إلى مركز للرعاية الصحية الأولية بمساعدة مشكورة من السيدة رندة حمادة، فكان أن أسهم ذلك في تطور المركز الذي استقبل منذ بداية هذا العام حتى الآن أكثر من 10 آلاف مريض عاينهم فريق متخصص ومميز من الأطباء والممرضين”.
وأوضح أن “حمادة اقترحت علينا تجهيز المركز بمختبر للتحاليل الطبية، وهي فكرة عملنا عليها سريعاً، وقد ساعدنا في تنفيذ الفكرة ودعمها كي تصبح أمراً واقعاً أصحاب المختبرات في المنطقة إلى جانب مستوصف مركز الحميدي الخيري، ورابطة المخاتير والجمعيات الأهلية والورش التي أنجزت المركز والمبنى وعلى رأسهم المهندس زياد الصمد، وفريق عمل المركز من أطباء وممرضين وموظفين الذين بعضهم مضى عليه أكثر من شهرين من غير أن يأخذ إجازة ليوم واحد”.
وختم: “إن المختبر سيكون نقلة نوعية في المنطقة، من خلال عمله القائم على التعاون مع وزارة الصحة والمختبرات الأخرى”، كاشفاً عن “مشروع مقبل نحضر لتنفيذه في داخل مبنى الإتحاد، وهو إنشاء مركز لذوي الإحتياجات الخاصة في الضنية الذين يناهز عددهم ألف شخص”.
فتوح
ثم ألقى مدير شركة “بيوتيك” للتجهيزات الطبية التي زودت المختبر بالتجهيزات اللازمة محمد فتوح، كلمة قال فيها: “يسعدنا وجودنا بينكم اليوم، ونحن فخورون بمشاركتنا بهذا العمل الصحي والإجتماعي والإنساني الهادف. وعندما نرى أصحاب الأيادي البيضاء ما حققوه من جهود يكبر قلبنا ويزيد إيماننا بلبناننا، وسنسعى دائماً لقيام وطن يليق بالإنسان”.
جمال
ثم ألقى مدير مركز الضنية للمعلوماتية والإحصاء زياد جمال كلمة نيابة عن المتبرع وممول المركز والمختبر خالد مرعي جمال، ناقلاً تحياته وقال: “في بداية العام 2020 ضربت العالم جائحة كورونا والتي أصابت هذه المنطقة في الصميم، فأفقدتنا أهلاً وأحباء وأعزاء وأصدقاء. كان الأمر مرعبًا، إذ تعطلت الحركة الإقتصادية وأصيبت البلاد بالشلل التام وامتلأت المستشفيات بالمصابين، وفغرت المقابر أفواهها لاستقبال جثامين الموتى، فكان لا بد من تحرك سريع لتحصين أهلنا في هذه المنطقة العزيزة ولمواجهة هذه الجائحة،.وكان اتفاق لم يستغرق سوى دقائق معدودة مع اتحاد بلديات الضنية متمثلاً بشخص الرئيس محمد سعدية. أنشأنا مركزاً لمواجهة الكورونا يشكل مرحلة وسيطة بين متابعة المريض في المنزل أو الإنتقال إلى غرف العناية الفائقة مع المستشفيات التي تعاقدنا معها”.
وأضاف: “إنحسرت الكورونا، وأزعم إننا نجحنا. ولكن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا المشاركة المتينة والنية الحسنة والتقاء الإرادات الطيبة وتضافر الجهود والتفاني والإهتمام والمثابرة مع شركائنا في هذا العمل”. وشكر “رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة وسفيرة الصحة في العالم العربي الدكتورة حماده، التي تابعت بكل اهتمام ورعاية مسيرة المركز الخيري للرعاية الصحية الأولية في بخعون من ألفها إلى يائها، كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى السيد محمد فتوح على مساهمته الكبيرة في تجهيز هذا المختبر، كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى رئيس إتحاد بلديات الضنية الرئيس محمد سعدية ولكل الفريق العامل معه على هذا الجهد الكبير الذي بذل، وعلى هذا الثبات والإصرار والتفاني، وعلى هذه المتابعة الدقيقة لكل الأمور التفصيلية المتعلقة بالمركز”.
حمادة
ثم ألقت حمادة كلمة وجّهت فيها الشكر إلى “فريق العمل في المركز على الجهود التي يقدمها للناس، ونشعر بالتقصير إزاء ما تقومون به، فنحن مكملون لكم، ونتعاون معكم من أجل خدمة المواطنين صحياً في هذه المنطقة، ولا أستغرب برغم الصعاب والآلالم التي نعانيها أن نجد لبنانيين يحملون هذه القيم النبيلة”.
وقالت: “هناك دور أساسي لجميع فاعليات المجتمع من أجل حثّ المواطنين على زيارة مراكز الرعاية الصحية الأولية بهدف حمايتهم من الأمراض والاوبئة، وخصوصاً الأطفال والنساء والمسنين، حيث أن هذه المراكز تقدم الخدمات الطبية لجميع المواطنين بلا تمييز سياسي أو طائفي أو إجتماعي، بل هي مراكز مفتوحة أمام الجميع، لبنانيين وغير لبنانيين، لأننا بذلك نحافظ على الصحة العامة للمواطنين وعلى النظام الصحي في البلاد الذي انهار مع بداية الأزمة الإقتصادية عام 2019”.
وأضافت: “إن مراكز الرعاية الصحية الأولية التي يبلغ عددها 210 مراكز وموزعة في مختلف المناطق اللبنانية، تقدم خدمات صحية لأكثر من 1.6 مليون شخص سنوياً، في كلّ الاختصاصات، وهي خمات تقدم بجودة عالية بواسطة خبرات طبية جيدة، كما تقدم أدوية لأصحاب الأمراض المستعصية”.
وتابعت: “إن واجباتنا خدمة مجتمعنا طبياً وصحياً بشكل كامل، والإهتمام بالأطفال عبر تقديم اللقاحات المطلوبة لهم، والنساء خصوصاً الحوامل منهن، والمسنين، والقيام بمسح لمؤشرات الأمراض الأساسية، والإهتمام بالمواطنين قبل إصابتهم بأي نوع من الأمراض، وهدفنا بناء مجتمع صحي ومواطنين أصحاء”.
وختمت: “نحن مستعدون للتعاون معكم على كل الصعد، وأن نكون جنوداً في فريق عمل هذا المركز، لأنه لا يمكننا الإستسلام والتراجع عن تأمين حاجات الناس الصحية، خصوصاً أن هذا المركز متميز في خدماته عن بقية المراكز الاخرى، والرئيس سعدية يعمل بطريقة تجبر الجميع على التعاون معه، ونحن في خدمة جميع المواطنين بلا أي تفريق، ونحن نعتبر أن افتتاح مختبر التحاليل الطبية خطوة مباركة سيجذب إلى المركز أناسا إضافيين للحصول على خدمات صحية”.
إمام
وفي الختام تحدث المفتي إمام فاعتبر أن “العاملين في المركز والمشرفين عليه يشكلون نموذجاً راقياً لخدمة الإنسان، وتحقيق إنسانية الإنسان”، لافتاً إلى “أننا في لبنان نعيش ظروفاً صعبة ومعوقات لا تتماشى مع الأهداف الكثيرة التي نسعى إلى تحقيقها، لأننا في لبنان نعاني من مشاكل كثيرة، سواء صحية أو غيرها”.
وأضاف: “إن الأزمة الصحية التي مر ويمر بها لبنان هي أزمة قاسية، ولكن هذه الأزمة تتجلى بشكل أكثر إيلاماً ودماراً ولا إنسانية في قطاع غزة، حيث فقد هناك الإنسان أي معنى لإنسانيته، لأن مقياس إنسانية الإنسان يكون بمقدار الخدمة التي يقدمها لأخيه الإنسان”.
وتابع: “يكفينا في لبنان ما نعانيه من أوجاع وأزمات وتفلّت، حيث أن الأمور ليست على ما يرام، لكن علينا أن لا نيأس، بل أن نبث الأمل والتفاؤل واستنهاض الهمم، وما نشاهده اليوم من إفتتاح هذا المختبر هو عمل يستنهض الهمم، ويعيد إحياء الصواب إن لدى الإنسان أو المجتمع على حد سواء”.
وختم: “نشكر الجميع على جهودهم، ونشكر الأيادي البيضاء التي تقدم المساعدة ونشكر العيون الساهرة، والإرادات الطيبة، والخبرات في هذا العمل المبارك”.
وبعد قص شريط الإفتتاح جال الحضور في أنحاء المختبر واطلعوا على تجهيزاته، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة