بقلم الكاتب صفوح منجّد
مع بداية اليوم السادس ل”طوفان الاقصى” باشرت القوات الإسرائيلية في تنفيذ إبادة جماعية في مخيم الشاطىء بغزة مستخدمة كافة أسلحة التدمير و آلاف الأطنان من الذخيرة والصواريخ، الأمر الذي كشف أنّ إسرائيل تمارس مخطط الأرض المحروقة، حيث تدفّق المسعفون المدنيون على نقل الجرحى والمصابين من المخيم إلى “مستشفى الشفاء” الوحيد في غزة والذي يعاني من فقدان شبه تام للأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب إنقطاع التيار الكهربائي عن كامل قطاع غزة وإنعدام مياه الشفة والمواد الغذائية.
ويشاهد المدنيون وهم ينقلون المصابين بسيارات مدنية وبوسائل نقل مختلفة في حالة مؤثرة جدا من جراء تدفق الدماء منهم وغالبيتهم من الأطفال وصغار السن.
والسؤال يبقى هل يحاول العدو الصهيوني أن يصبّ كل مخزون حقده المدمّر على قطاع غزة بشوارعها ومينائها ومبانيها السكنية، واضعا هدفا إستراتيجيا واحدا هو إبادة القطاع؟؟ وهل يتطلّب ذلك تدفّق الأسلحة الثقيلة في إطار الدعم الذي تقدمه كل من أميركا وبريطانيا ودول أخرى لإسرائيل؟ ومنها البارجتان الأميركيتان “فورد” و “إيزنهاور” ؟.
ووسط بحر هذا الإجرام أعلنت إسرائيل التوصل إلى تشكيل حكومة حرب لإدارة “المعركة”، بسعي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو والقيادي المعارض بيني غانتس.
وتشير المصادر ان كل هذه التهيئة من الداخل والخارج للأجواء الحربية وتوفير المعدات المطلوبة هي للإستعداد لتنفيذ الإجتياح المرتقب، الذي كشفت عنه وزيرة الإستخبارات الإسرائيلية حيث اشارت “أن الحرب على غزة تهدف إلى إقتلاع حماس حتى لا تتمكن من القيام بأيّ شيىء ولا تفكر بخيارات أخرى”.
ما يؤكد على الدعم الأميركي لإسرائيل، وفي هذا الإطار تحدث وزير الخارجية الأميركي بلينكن متوجها إلى “تل أبيب” أنّ واشنطن عازمة على ضمان أمن إسرائيل وتقديم كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها.
ووسط تصاعد المخاوف من إتساع رقعة الحرب وفتح جبهات أخرى فإن واشنطن لم تلحظ أيّ مؤشرات لإعتزام الفاعلين الإقليميين الإنضمام إلى هجوم “حماس” ضد إسرائيل.
ومع إرتفاع عدد الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين فإنّ جامعة الدول العربية، وفي ختام إجتماع طارىء لها في القاهرة، دانت الحصار الإسرائيلي المطبّق على غزة وقتل المدنيين من الجانبين، وأكد وزراء الخارجية العرب “ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والوقود إليه، وذلك من خلال منظمات الأمم المتحدة” وطالبوا بإلغاء قرارات إسرائيل الجائرة بوقف تزويد غزة بالكهرباء وقطع المياه عنها، وشددوا على ضرورة إحياء العملية السلمية وإطلاق مفاوضات جادة بين منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبين إسرائيل.
وعلى جبهة الجنوب قال الإعلام الإسرائيلي ان العدو يجري التحقق من إختراق 15 إلى عشرين مسيّرة من لبنان نحو مستوطنة “افيفيم” وجوارها، وتحدث التلفزيون الإسرائيلي عن “الإشتباه بإختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة “افيفيم” ولفت إلى أن هناك عملية إنزال شراعي نفذه كومندوس.
في المقابل إنتقد حزب الله المواقف السياسية والإجراءات الميدانية التي إتخذتها الإدارة الأميركية دعما لإسرائيل، وقال: ان إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل.
وفي سياق متصل صرّح المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي “نحن مستعدون لأي سيناريو يراقب حزب الله ما تفعله إسرائيل في غزة، ويرى حجم الدمار”، معربا عن إعتقاده بأن “حزب الله يرى ذلك ويفهمه”.
وفي موازاة هذه التطورات المتسارعة غاب لبنان الرسمي على كل المستويات، عن إعلان أي موقف أو القيام بتحرك ما، وكأن ما يجري في الجنوب منذ الأحد الماضي يحصل في بلد آخر، عِلما أن حكومة تصريف الأعمال ستعقد جلسة اليوم ،لا يؤمل في أنها ستغيّر من نهج دفن الرأس في رمال التجاهل والتخاذل.
وبداية مسلسل الأحداث على الحدود الجنوبية قد بدأ صباح أمس بإطلاق حزب الله صاروخا موجها على موقع عسكري إسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة الحدودية في قضاء صور، حيث أعلن الحزب في بيان إستهدافه “موقع الجرداح الصهيوني” فيما وصفه بأنه رد حازم على الإعتداءات الصهيونية، التي أدت إلى إستشهاد عددا من الإخوة المجاهدين”.
وفي المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة تابعة له “قصفت موقع مراقبة عسكريا تابعا لحزب الله بينما قصفت مدفعيته المنطقة التي اُطلقت منها الصواريخ ردا على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”.
وتعرّضت أطراف بلدات حدودية عِدّة بينها الضهيرة ويارين لقصف مدفعي إسرائيلي، وبدت الضهيرة ظهرا شبه خالية من سكانها، بعد نزوح غالبيتهم على وقع القصف الذي أدى إلى أضرار في الممتلكات وحريق في منطقة حرجية، وتفقدت دورية للجيش المنازل التي طالها القصف الإسرائيلي وطلبت من المواطنين إخلاء المكان خوفا من تجدد القصف وحفاظا على سلامتهم.