بقلم الكاتب صفوح منجّد
تصاعدت المواجهات العسكرية على جبهات الجنوب وإرتفعت حدّة القصف المدفعي، ولجأ العدو إلى إستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها الراجمات ما يطرح السؤال: ما إذا كان نتنياهو قد باشر في تحريك مجموعات عسكرية من قطاع غزة بإتجاه الجنوب وهدفه شن ضربات سريعة؟ أم أن هذه التعبئة ستستمر بضعة أيام وسط محاولة من قِبل إسرائيل لزيادة حشودها وقدراتها العسكرية من خلال محاولتها التصدي للمقاومين؟.
وتوقفت الأوساط المطلعة عند طبيعة هذا التحرك المفاجىء وتساءلت ما إذا كان ذلك يرتبط بقرار الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية بالإسراع في نقل رعاياها من لبنان على جناح السرعة، ما يؤشر إلى العلاقات القائمة بين إسرائيل وأميركا من جهة والأهداف التي تربط ما بين القيادات السياسية في البلدين؟
وتَبيّن للمراقبين من خلال مسار الحرب في غزة أنّ ما جرى ويجري لم يكن بعيدا عما كان يُحضّر من “ضربات” للمقاومة وغارات لإلحاق الخسائر بالمقاومين وفق حسابات من شأنها عدم دفع إيران للتحرك من جهة وإبقائها بعيدة عن مسألة “وحدة الساحات”.
وبات السؤال يطرح نفسه بنفسه هل الأمر يتعلق بوحدة الساحات أم بشؤون وإحتمالات ودواعٍ أخرى؟؟ فمسألة هذه الساحات هي غائبة اصلا عن مجرّد التحرك الإستراتيجي في عملية الدفاع عن قوى هي في الحقيقة صنيعتها، وتحظى بدعم النظام الإيراني!
ويبقى السؤال كيف تم الهجوم على المكان الذي كانت مجموعة من الحزب (قادة الرضوان) تجتمع في المكان قُبيل الهجوم، وكيف تمّ تسريب قرار الإجتماع؟ وتحديد مكانه؟ بهذه الدقّة وفي التاريخ المحدد؟.. وكيف وصلت هذا المعلومات الدقيقة والتي كان يجب أن تبقى سرّية لا يعلم بها العدو بإستثناء شخص واحد أو إثنثن من الحزب.
فهل هناك إختراق للعدو لتجمعات الحزب وتحركاته وأماكن تجمّع قادته؟؟ والسؤال الآخر هل تمّ تسريب برنامج إجتماع الحزب على هذا المستوى الرفيع من قادته؟ وهل وصل الأمر إلى قيادة العدو حتى يسعى بتلك السرعة لتفجير مكان إجتماع مسؤولي الحزب في الضاحية الجنوبية؟؟ والسؤال الذي يجب طرحه هل بوشِر في التدقيق بهذه النقاط من قِبل قيادة الحزب والتنبه إلى هذه الإجراءات؟؟ في الإجتماعات التي تمت واللقاءات القادمة؟ لتجنّب ما حصل!! وهل أعِدّت التدابير للتحقّق مما جرى وتداعياته، والجواب طبعا يبقى طي الكتمان من قِبل قيادة الحزب، هذا إذا تمّ حقا التوقف عند النقاط الواردة في هذه الوقفة التي كان لا بدّ منها ولأمثالها لإستشراف ما جرى ويجري على أرضٍ لبنانية تشكّل الموقع الأهم بالنسبة للحزب وقواه العسكرية والمخابراتية بشكل خاص وإتخاذ التدابير والإحتياطات اللازمة، لاسيما أن مثل هذه الخروقات قد شهدها الحزب مرّات عِدّة، خلال الأحداث والتطورات العسكرية التي برزت في أعقاب إندلاع الحرب الصهيونية الراهنة في المنطقة.
والملفت في كل ما جرى ويجري أن السؤال الهام والذي يتطلب طرحه على طاولة البحث بشكل جدّي: هل ان ماجرى ويجري هو في إطار التمهيد للحدث الكبير الذي قد تشهده المنطقة قُبيل إجراء الإنتخابات الرئاسية في أميركا؟ ويهدف إلى دفع حزب الله للوصول إلى الخطوات الأخيرة في تحركه وإنخراطه في معركة اللاعودة؟
من هنا أهمية المتابعة الدقيقة للمشاهد العسكرية وما سيدور من مواجهات قد تكون الدقائق الأخيرة في مسيرة الحزب، من خلال الحرب الشاملة التي قد تندلع رُحاها في زمن غير بعيد، وأهدافها ونتائجها قد تكون مصيرية، ومن شأنها أيضا أن تؤدي إلى نتائج عسكرية وميدانية ومدنية في آن تضع حدا نهائيا لما شهدته المنطقة في الأونة الأخيرة ومنها على سبيل المثال، خلط أوراق التحالفات والمواجهات وقيام أنظمة سياسية جديدة ذات برامج ومخططات إنمائية وتحقيق سلام على قواعد سليمة وغياب أنظمة قائمة؟!