إجتمعت كتلة “تجدد” في مقرها بسن الفيل وأصدرت البيان الآتي:
بتقاطعها مع قوى ومكونات نيابية متنوعة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة، تكون المعارضة قد تقدمت خطوة كبرى، لتسهيل إنتخاب رئيس الجمهورية، ويبقى على فريق الممانعة أن يلاقي هذه الخطوة بمسؤولية وبإيجابية، لا أن يستمر بسياسة التخوين والتهديد بالمواقف وبالعراضات الميليشياوية، من أجل فرض مشروع هيمنة على اللبنانيين بتخييرهم بين مرشحه والفراغ.
إننا ككتلة نيابية تمثّل إتجاهات عريضة من الرأي العام اللبناني، نرفض معادلة فرنجية أو الفراغ، ونؤكد على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية بالتوازنات الطبيعية، التي تفرزها التحالفات النيابية، كما نعتبر أن هذا الإنتخاب، يجب أن يكون المدخل إلى تشكيل حكومة تتولى مهمة إعادة بناء الدولة والإنقاذ الإقتصادي، تجاوزاً لكل المهاترات العقيمة حول الحصص والأحجام، فلبنان لم يعد يحتمل الحلول الترقيعية، لأن الانهيار يجب مواجهته بقراراتٍ إستثنائية تُطلق عجلة الإنقاذ الجدي.
وتلفت الكتلة القوى التي تمارس الهيمنة على العملية السياسية والدستورية بقوة الترهيب والاستعلاء على باقي اللبنانيين، إلى أنها طالما إدعت أن المعارضة لا تملك مرشحاً، فيما كانت المعارضة منذ البداية قد رشحت النائب ميشال معوض، أما اليوم، وبعد التقاطع على أزعور، سارعت هذه القوى الى اتهام المعارضة بالمناورة، ولذلك نتوجه لها بالدعوة إلى المشاركة الجدية في جلسة إنتخاب الرئيس في 14 الجاري، وبعدم تعطيل النصاب، وترك العملية الديموقراطية لتأخذ مجراها.
كما تتوجه الكتلة، إلى بعض النواب المترددين في اتخاذ القرار المناسب، مطالبةً إياهم، بحسم خيارهم وانتخاب المرشح الذي تقاطعت على تأييده القوى النيابية كمخرج من الأزمة، وتنبّه إلى أن الذرائع التي استُعملت سابقاً من قِبل بعض النواب، للإستنكاف عن مواجهة الوصاية على المؤسسات، أدت إلى تصلّب الممانعة في التمسك بفرض مرشحها، وشتّت قوى المعارضة، وبالتالي بات يفترض بها اليوم أن تصحح هذا الخطأ، بالتصويت في الإتجاه الذي يرفع الوصاية عن المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها رئاستَي الجمهورية والحكومة.
وتعتبر الكتلة أن التضامن النيابي الذي تمثّله، يشكّل نموذجاً للتعاون على المستوى الوطني، يتجاوز الحواجز المصطنعة، فما يجمع اللبنانيين من جميع المشارب، روابط ومصالح واحدة، كلها تحتّم تحرير الدولة من الهيمنة، وإعادة البناء على أسس ليس فيها فساد أو ترهيب.