ضمن نشاطاتها الدوريّة, وتحت عنوان المقاومة اللبنانيّة عبر التاريخ, استقبلت أكاديمية بشير الجميّل الدكتور عماد مراد، المتخصص في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر ومؤلف عدد من الكتب والمقالات في التاريخ الكنسيّ، للحديث عن أبرز المحطّات المفصليّة في تاريخ لبنان ودور المقاومة اللبنانيّة عبر العصور للمحافظة على الكيان اللبنانيّ.
استهلّ الدكتور مراد محاضرته بالتكلّم على وصول المسيحيّة الى الجبل اللبنانيّ في القرن الخامس وتأسيس البطريركيّة المارونيّة في القرن السابع وتوقف عند أوّل مقاومة مسيحيّة للحفاظ على الكيان اللبنانيّ في معركة أميون في العام 694.
تابع المحاضر سرده التاريخي وتطرّق الى مرحلة مجيدة من تاريخ لبنان في العهد المملوكيّ حيث شهد الجبل هجمات عسكريّة متتاليّة قدّم الموارنة في خلالها بطريركين شهيدين على مذبح الوطن هما دانيال الحدشيتي وجبرائيل الحجولاوي وحققوا انتصارًا ساحقًا على الجيش المملوكيّ الجرار على جسر الفيدار تشهد له المصادر التاريخيّة المعاصرة.
ثم قدّم الدكتور مراد نموذجًا عن المقاومة المشتركة بين الموارنة والدروز في مواجهة الجيش العثماني طوال قرنين من الزمن وبين المسيحيين والمسلمين في مواجهة الجيش المصري في ثورة العام 1840 ما حتمّ التدخّل الخارجيّ وعلى رأسه الدولة العثمانيّة لخلق الشرخ في المجتمع اللبنانيّ وإشعال نار الفتن الطائفيّة وضرب الوحدة الداخليّة.
وفصّل الدكتور مراد مراحل تاريخية معاصرة أكدّت دور البطريركيّة المارونية في الدفاع عن الكيان اللبنانيّ الى جانب شخصيّات وقوى سياسيّة وحزبيّة سيادية من الحرب العالميّة الأولى الى إعلان دولة لبنان الكبير الى الاستقلال الى مقاومة المد الناصريّ، ثم شدد على دور بشير في مقاومة الإنتشار الفلسطيني المسلح والإحتلال السوري, وربط مقاومة بشير اللبنانية الوطنية بمقاومة جدودنا للبيزنطيين والمماليك والعثمانيين للحفاظ على الكيان, وصولاً الى مواقف البطريرك بشارة الراعي في مواجهة هيمنة السلاح غير الشرعي على الدولة اللبنانيّة. وختم الدكتور مراد محاضرته متمنيًا للبنان السلام والأمان في ظل الدولة القوية والجيش القوي كما أراده يومًا الرئيس الشهيد بشير الجميّل. وبعد المحاضرة طرح الطلاب مجموعة أسئلة لمدة ساعة.