
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
إنّه زمن “التّرفيه والراحة أوّلاً”. تطبيقاتٌ ومنصّات تُسهّل حياتنا الى أقصى الحدود وتوفّر لنا ما نطلبه بـ”كبسة رزّ”. تواصلٌ، رياضة، موسيقى، أفلام وأكثر، العالم كلّه بين يدينا، أمّا نحن، فلا نملك بالفعل أيّ شيء سوى خيارات لا محدودة وغير ملموسة.
كثيرةٌ هي القطاعات التي تأثّرت بالثورة التكنولوجيّة سلباً أم إيجاباً، من بينها السينما التي يقول النقّاد إنها تخوض حرباً مع المنصّات الترفيهيّة التي دخلت الى كلّ بيت من بابه العريض. فهل يُمكن القول إنّ السينما ماتت في زمن المنصّات؟
يُعتبر الناقد والمستشار السينمائي الياس دمّر أن “هذا القول غيرُ دقيقٍ، فصحيحٌ أنّنا شهدنا بعض العوائق خلال السنوات الماضية التي أدّت الى تراجع الإقبال على السينما، كجائحة “كورونا” وإضراب كتّاب السيناريو والممثّلين في هوليوود الذي شلّ إنتاج الكثير من الأعمال، إلاّ أنّ ذلك لم يقتل السينما التي تعيش حالة تعايش مع المنصّات التي فرضت نفسها أيضاً ولاقت رواجاً كبيراً، وهناك 4 منصّات ضخمة تتنافس على الأعمال”، شارحاً، في حديث عبر موقع mtv: “قيل في الماضي إنّ السينما ستموت مع تطوّر التلفاز، إلا أنّ ذلك لم يحصل، كذلك الأمر بالنسبة لعلاقة السينما ومنصّات الأفلام، فالسينما لا تزال حيّة وتستقطب الناس حول العالم، والأفلام التي تُعرض في صالات السينما هي أضخم إنتاجاً، والفيلم هو الذي يُجبر الناس على زيارة الصالات، ومثالٌ على ذلك، فيلم باربي وفيلم أوبنهايمر، فالفيلمان حطّما الأرقام على شبابيك التذاكر وأثبتا أنّ القطاع لا يزال بألف خير”.
ويتحدّث دمّر عن ظاهرة حصلت مع منصّة “ديزني +” التي “أعادت إطلاق أكثر من فيلم في صالات السينما بعد سنوات من وجودها على المنصّة، ما يعني أن السينما هي حاجة دائمة، والجدير ذكره هو أنّ التطوّر طال أيضاً صالات السينما حول العالم التي باتت تحظى بتقنيّات تكنولوجيّة ضخمة تُضيف متعة على الأفلام لا نحصل عليها عبر المنصّات، وهناك الكثير من البلدان التي تفتتح عدداً كبيراً من الصالات في الآونة الأخيرة كالسعودية مثلاً حيث يعيش هذا القطاع ازدهاراً كبيراً”.
ولكن ماذا عن السينما في لبنان؟ يُجيب دمرّ: “90 في المئة من الصالات في لبنان فتحت أبوابها من جديد، ولا صالات جديدة لأنّ لا مجمّعات تجاريّة جديدة، وبطبيعة الحال، فإنّ لبنان في أزمة اقتصادية كبيرة، ما يبّرر التراجع البسيط في عمل الصالات، والقطاع مُرتبط بتحسّن الوضع بشكلٍ عامّ”، مشيراً الى أنّ “أرخص تذكرة سينما في العالم هي في لبنان بـ5 دولارات، لأنّ الشركات تعي صعوبة الوضع الاقتصادي والمعيشي، وهذا الأمر يشجّع من يحبّ السينما على ارتياد الدور، على أمل أن تعود السينما في لبنان الى أيّامها الذهبيّة”.