تتزايد حالات الإصابة بالسرطان أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، إنما نادراً ما نسمع عن إصابة مزدوجة بالسرطان، أي إصابة بسرطانين في الوقت نفسه على الرغم من أن ذلك ممكن. قد تكون مثل هذه الحالات نادرة، ولكنها تحصل وعندها يمكن ألا يكون هناك أي رابط بين نوعي السرطان اللذين يصيبان المريض. مؤخراً تم تداول خبر إصابة لاعبة التنس مارتينا نفراتيلوفا بسرطان البلعوم وبسرطان الثدي في الوقت نفسه، وكلاهما في المرحلة الأولى.
كيف يمكن اكتشاف الإصابة بسرطانين في الوقت نفسه؟
تعتبر الإصابة بنوعين من السرطان، خصوصاً إذا كانا غير مترابطين من الحالات النادرة، لكن يشير رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور فادي نصر إلى أن ذلك قد يحصل، وثمة حالات يصادفها كطبيب لشباب يمرون بهذه التجربة. في معظم الأحيان يمكن أن تكون هناك إصابة أولى تليها إصابة ثانية بنوع آخر ونادراً ما تكون الإصابتان متلازمتين، وإن كان ذلك ممكناً. يشير نصر إلى حالات تكون فيها إصابة بسرطاني الثدي والمبيض وهما من أنواع السرطان المترابطة، لكن هناك حالات تكون هناك فيها إصابة مثلاً بسرطان الغدد اللمفاوية مع سرطان في الرئة مثلاً، ولا علاقة لأي منهما بالآخر. ما يلفت الانتباه في مثل هذه الحالة ويدعو إلى استبعاد احتمال انتشار نوع المرض نفسه إلى موضع آخر، أن السرطان المعني لا يكون من النوع الذي يمكن أن ينتشر إلى ذاك الموضع الآخر الذي يظهر فيه سرطان ثان. هذا ما يستدعي اللجوء إلى الزرع ومن خلاله يتم تشخيص إصابة بسرطانين. علماً أنه في سبيل التشخيص يتم اللجوء في مطلق الحالات إلى الزرع وإلى الPetScan بعده لتحديد معدل انتشار المرض. وهذا ما يمكن أن يظهر وجود نوع ثان من السرطان لا يبدو وجوده في موضع معين منطقياً، لاعتبار أن انتشار سرطان معين يكون باتجاه مواضع أخرى معروفة ومحددة. ووفق ما يوضحه نصر أنه من الممكن أيضاً اكتشاف النوع الثاني من السرطان أثناء المتابعة الروتينية للنوع الأول.
هل من أسباب معروفة للإصابة بنوعين من السرطان في الوقت نفسه؟
ما يبدو واضحاً أن ثمة عوامل جينية تلعب دوراً في الإصابة بنوعين من السرطان. في حال الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض في الوقت نفسه، يرجّح نصر أن يكون السبب في طفرة في الجينات BRCA1 وbrca2. وفي أي من الحالات الأخرى، قد تكون الأسباب وراء ذلك جينية غالباً.
هل يختلف العلاج لكل من أنواع السرطان في حال الإصابة بأكثر من سرطان واحد؟
في حال الإصابة بنوعين من السرطان، لا يمكن اعتماد نوع واحد من العلاج. فلكل من أنواع السرطان في حال الإصابة بأكثر من سرطان واحد؟
في حال الإصابة بنوعين من السرطان، لا يمكن اعتماد نوع واحد من العلاج. فلكل من أنواع السرطان أدوية معينة تناسبها، والحل يكون باعتماد العلاجات التي تناسب النوعين في الوقت نفسه. ويختلف هنا العلاج في حال الإصابة بنوعين من السرطان عما هو عليه في حال انتشار أحد أنواع السرطان إلى مواضع أخرى. علماً أن أنواع العلاجات المتوافرة التي يمكن اعتماها هي العلاج الكيميائي والعلاج المناعي والعلاج الموجّه. وبعد معالجة المريض والتأكد من تعافيه، تكون هناك متابعة كما بالنسبة لأي مريض آخر. لكن في هذه الحالة تحصل المتابعة بمزيد من الدقة وتكون مكثفة خلال فترة معينة لاعتباره قد يكون أكثر عرضة للإصابة مرة جديدة بالسرطان، نظراً لحالته هذه ولا يمكن استبعاد هذا الاحتمال بإصابته مجدداً بنوع آخر أو بعودة المرض.
