لاما الرفاعي:
هو مرفق حيوي الأهم والأول من نوعه في الشرق الأوسط ،لكن ومع ذلك معطل منذ سنوات طويلة ومتروك لقدره المهدد بالسقوط بسيب سوء حالته، لكن ومع وجود مهتمين تمكن مؤخرا من الإستحصال على قرار إدراجه على لائحة التراث العالمي إنه معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس والذي يمتد على مساحة مليون متر مربع أرض، و110 آلاف متر مساحة بناء ولديه الفرادة والميزة التي تؤسس للمستقبل فهل سينال نصيبه من الإهتمام والرعاية ويكون لأهل طرابلس معرضهم الذي يفتخرون به؟؟!!!
القرار وإن جاء في ظروف قاهرة وإنهيار إقتصادي ومخاوف من زوال لبنان الا إنه شكل أملا كبيرا لدى أبناء طرابلس والمهتمين بإطلاق عجلة مرفق اقتصادي مهم في مدينة يطلق عليها الأفقر على حوض البحر المتوسط فماذ يقول إبن طرابلس رئيس جمعية “نيماير” المعمار وسيم ناغي عن هذا الحدث المهم ؟
معلم تراثي حديث
المعرض هو نتاج حقبة الرئيس فؤاد شهاب وما سبقه من حقبة الرئيس شمعون، والحقيقة أنها كانت أكبر هدية من الحقبة الشهابية ضمن خطة الإنماء المتوازن بأن يكون هذا المرفق الإقتصادي الأساس والوحيد في لبنان موجود في طرابلس لكن وبالرغم من تكليف المعمار العالمي حينها أوسكار نيماير بهندسته ، كانت هناك عرقلة خلال التنفيذ وتأخر التمويل والصراعات السياسية والخوف من منافسة هذا المعرض لمعارض أخرى في المنطقة، كل ذلك أدى الى تأخير افتتاحه للعام 1975 فتزامن مع اندلاع الحرب الأهلية وتعرض للسرقة والتخريب والاحتلالات العسكرية لغاية نهاية التسعينيات “.
“صفة الطوارئ “
وتابع المهندسن ناغي:” بعد الحرب لم يأخذ فرصته بسبب سوء رؤية للدولة وصراعات سياسية للأقطاب المحليين في طرابلس والنفوذ في بيروت. وبعد وفاة نيماير في العام 2012 بدأ النشاط والتوعية لأهمية هذا المرفق وخصوصيته المعمارية وقيمته الثقافية وتوالت الانشطة وكان لنا كنقابة مهندسين وإتحاد المهندسين اللبنانيين تعاون مع عدة جهات اقليمية ومنظمات لتوعية الناس وإظهار أهمية هذا المكان للعامة والمتخصصين وتبين عدم معرفة الناس به بالرغم أن من بناه كان من عمالقة الحداثة في القرن العشرين، لكن كرة الثلج تدحرجت وبات المكان يجذب الناس والأنشطة والمعارض حتى وصل للشهرة تزامن ذلك مع عدة أمور منها تحديث قانون المعرض والذي كان عرابه الوزير السابق سمير الجسر وصدر في الجريدة الرسمية عام 2022 ، وذكر في المادة 18 اهميته الثقافية وضرورة تسجيله على لائحة التراث العالمي ، طبعا هذه النقطة كانت الركيزة الأساسية في الملف الذي عملنا عليه كفريق عمل متميز جدا كانت في الخط الأول فيه سفيرتنا في باريس سحر بعاصيري رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الأونيسكو ووزير الثقافة محمد وسام مرتضى والذي فتح الأبواب وسهل كلط المسارات القانونية، تقنيا عملنا بفريق مهم وتعاونت مع النقيب جاد ثابت العضو السابق في الأونيسكو وتم تقديمه واتفقنا على إعطائه “صفة الطوارئ” للعمل على تأهيله وجعله تراث محمي قادر على جذب المستثمرين من قبل القطاع الخاص والذي يعد أفضل مشغل في كل دول العالم اضافة الى أن هناك منظومة سياحية عالمية قائمة على المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي “.
طرابلس عاصمة الثقافة والتراث
وأضاف:” في لبنان هناك أربع مواقع أثرية بعلبك ، عنجر، صور ،جبيل وموقع طبيعي في وادي قاديشا اليوم هناك معلم جديد هو المعرض ويتميز بأنه معلم من القرن العشرين مبني من الباطون المسلح، هذه ميزة فريدة غير موجودة في الشرق الأوسط والعالم العربي، بل ينضم الى معالم أخرى موجودة في اوروبا واميركا.
المعرض يمتد على مساحة مليون متر مربع أرض، و 110 آلاف متر مساحة بناء، ولديه الفرادة والميزة التي تؤسس للمستقبل ، طرابلس تحتضن تراث عالمي آخر وهي المدينة المملوكية المدرجة على لائحة المؤشر للتراث منذ العام 2019 وما تحتاجه فقط اعداد الملف وتشكيل لجنة لتقديمه وان تم ذلك فطرابلس هي عاصمة للثقافة والتراث المبني في لبنان والمنطقة”.
أصوات تسعى للنشاز
وردا على الأصوات التي تهدف للنيل من هذا الإنجاز يقول المهندس ناغي :” هناك أصوات تقول بأنه لا قيمة لما حدث وهذا كلام خاطئ المعرض أصبح تراثا عالميا بغض النظر عن صفة الطوارئ التي طلبناها بالتنسيق مع سفيرتنا سحر بعاصيري والنقيب ثابت حيث إرتأينا أن هذا المسار يؤمن سياق سريع للحصول على الإدراج ثانيا يكون حافزا من الأونيسكو للتأكيد على الخطورة اللاحقة بهذا المكان من أجل جذب الجهات المانحة لتمويل مشاريع التدعيم بأسرع وقت قبل أن تكون خسارة للإنسانية جمعاء لأن التراث العالمي هو تراث للإنسانية”.