تختلف الأعراض المصاحبة للعدوى الفيروسيّة بين الرجال والنساء، بحسب اختلاف التركيب الجسمانية لكلا الجنسين.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن العدوى الفيروسية يمكن أن تكون أكثر حدة عند الذكور منها عند الإناث، لكن السبب وراء ذلك ظل لغزا حتى الآن.
ويقترح علماء أن مفتاح هذا اللغز قد يكمن في منظم الوراثة اللاجينية الذي يعزز نشاط الخلايا المناعية المتخصصة المضادة للفيروسات والمعروفة باسم الخلايا القاتلة الطبيعية (NK).
وفي دراسة نُشرت في 16 مارس في مجلة Nature Immunology التي تمت مراجعتها من قبل العلماء الأقران، وجد فريق تعاوني من باحثي جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) أن الخلايا القاتلة الطبيعية (الخلايا الفاتكة الطبيعية) في الإناث من الفئران والبشر لديها نسخة إضافية من جين مرتبط بالكروموسوم X يسمى UTX.
ويعمل UTX كمنظم جيني لتعزيز الوظيفة المضادة للفيروسات للخلايا القاتلة الطبيعية، مع قمع عدد الخلايا القاتلة الطبيعية.
وقال المؤلف الرئيسي المشارك الدكتورة مورين سو، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة وعلم الوراثة الجزيئي وطب الأطفال، في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “في حين أنه من المعروف أن الذكور لديها عدد أكبر من الخلايا القاتلة الطبيعية مقارنة بالإناث، إلا أننا لم نفهم لماذا لم يكن العدد المتزايد من الخلايا القاتلة الطبيعية أكثر حماية أثناء العدوى الفيروسية. واتضح أن الإناث لديها خلايا UTX في خلاياها القاتلة الطبيعية أكثر من تلك الموجودة في الذكور، ما يسمح لهن بمكافحة العدوى الفيروسية بشكل أكثر كفاءة”.
ولاحظ العلماء أن النتائج كانت متتطابقة في الفئران سواء كانت تمتلك أو تفتقد إلى الغدد التناسلية (المبايض في الإناث، والخصيتين في الذكور)، وهو ما يشير إلى أن السمة المرصودة لم تكن مرتبطة بالهرمونات.
وعلاوة على ذلك، فإن الفئران الأنثوية ذات تعبير UTX المنخفض لديها عدد أكبر من الخلايا القاتلة الطبيعية التي لم تكن قادرة على التحكم في العدوى الفيروسية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ماندي تشينغ، طالبة الدراسات العليا في البيولوجيا الجزيئية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: “يشير هذا إلى أن UTX محدد جزيئي حاسم للاختلافات بين الجنسين في الخلايا القاتلة الطبيعية”.
وتشير النتائج إلى أن العلاجات التي تتضمن استجابات مناعية تحتاج إلى تجاوز نهج “مقاس واحد يناسب الجميع” وتتجه إلى نموذج الطب الدقيق، المعروف أيضا باسم الطب الشخصي والذي يصمم العلاجات التي تأخذ في الاعتبار الفروق الفردية للأفراد، مثل علم الوراثة والبيئة والعوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة ومخاطر المرض، وفقا للعلماء.
وقال المؤلف المشارك للدراسة، تيم أوسوليفان، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة والمناعة وعلم الوراثة الجزيئي في مدرسة جيفن: “بالنظر إلى الإثارة الأخيرة لاستخدام الخلايا القاتلة الطبيعية في العيادة، سنحتاج إلى دمج الجنس كعامل بيولوجي في قرارات العلاج وتصميم العلاج المناعي”.