شعار ناشطون

لقاء ريفي – علوش: تسخين الخطاب الطرابلسي

09/03/23 12:29 pm

<span dir="ltr">09/03/23 12:29 pm</span>

مايز عبيد- نداء الوطن

مهما تأزّمت الأوضاع السياسية في البلد يبقى الهمّ المعيشي في مدينة طرابلس طاغياً على ما عداه. وكلّ مساعي توتير الشارع الطرابلسي لتحقيق أجندات سياسية لم تنجح حتى الآن بذلك؛ بالرغم من محاولة إلباسها بشكل دائم اللبوس المطلبي. ذلك أنّ طرابلس قد صحّ فيها القول «الناس في وادٍ وأهل السياسة في وادٍ آخر».

قبل تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كان الدولار تحت العشرين ألف ليرة ومن ثم واصل رحلة صعوده ليبلغ عتبة المئة ألف ليرة، فيما ابن طرابلس يتربّع على كرسي السراي. قبل الإنتخابات النيابية كان الدولار في عقده الثالث وبعد أكثر من عشرة أشهر على اجرائها صار في عقده الثامن. هذه مؤشرات إضافية لتؤكد أنّ الشماليين لم يعودوا يراهنون كثيراً على السياسة بعدما انشغلوا بأمورهم وشؤونهم المعيشية.

أمّا المشهد السياسي الرتيب طرابلسياً فخرقه لقاء النائب أشرف ريفي والنائب السابق لرئيس «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش، لا سيما بعد وصول فيصل كرامي إلى النيابة على حساب النائب السابق رامي فنج، أي انتقال النيابة من أقصى أطراف المعارضة إلى مقربة من الموالاة أقلّه، طالما أن كرامي يحاول التمايز بسياسته عن قوى الثامن من آذار وإبداء انفتاحه على الجميع.

ثمّة من يرى أنّ طرابلس التي أخذت بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة صبغة سياسية واضحة بمواجهة «حزب الله»، حيث شكّل اللواء ريفي رأس حربته، ستتأثر بعودة كرامي إلى النيابة من باب تغيير المسار السياسي نحو الرمادية، والحدّ من اندفاعة ريفي الآحادية، باتجاه تكوين ثنائية نيابية في المشهد السياسي الطرابلسي.

عملياً جاء اللقاء بين ريفي وعلوش من خارج دائرة التوقّعات وبدلاً من أن تفرضه طبيعة المعركة الإنتخابية الأخيرة لكون خطاب علوش المعارض هو الأقرب بين سياسيي طرابلس إلى خطاب أشرف ريفي، لا سيما وأن الإثنين تعود جذورهما إلى تحالف 14 آذار أو «الحريرية السياسية» كما يحلو للبعض أن يسميها. والإثنان أيضاً افترقا في الإنتخابات الأخيرة فكان لكل منهما لائحته، حيث كان علوش ومن معه على لائحته أقرب إلى «تيار المستقبل»… وما لم تحققه الإنتخابات حققته الظروف التي تلتها، بعدما بات علوش يتشارك مع ريفي في الابتعاد عن «المستقبل». واللقاء بحدّ ذاته يأتي خلال منعطف دقيق من تاريخ طرابلس وفي ظرفٍ سياسي حالك الغموض في البلد. ولكن لا يُبنى عليه الكثير من الناحية الإقتصادية للمدينة المتعبة، وهو ما ألمح إليه مصطفى علوش لـ»نداء الوطن»، إذ اعتبر أنّ «اللقاء لا يمكن تحميله الكثير على الصعيد الإقتصادي لأن هذا الأمر مرتبط بظروف البلد، ولكن على المستوى السياسي يأتي لسدّ فراغ سياسي موجود في البلد وفي طرابلس».

ويلفت إلى أنّه واللواء ريفي ليسا بعيدين عن الحريرية السياسية «فنحن في صلبها ولكن أقصد الحريرية على طريقة رفيق الحريري، لكنني وبعدما وصلت إلى قناعة بأن لا أمل من ورثة رفيق الحريري في القضية السياسية، خرجت، واللواء ريفي كان خرج قبلي أيضاً». ويشدد على أنّ «هناك حاجة إلى عمل مشترك واللقاء غير موجّه ضد الرئيس ميقاتي أو أي طرف آخر، ونحن نتمنى من ميقاتي أن يساهم بتعبئة الفراغ بدل أن يترك المدينة ويترك كل شيء».

ويرى أنّ «هدف اللقاء التشاور لإيجاد مخارج للمدينة ومنها البلدية ونحن لا نريد خطف دور أي أحد، فالأهم إيجاد تفاهم على مساعدة الناس التي تملك رؤية إنمائية. ويمكن أن تظهر إيجابيات اللقاء ومؤشراته من خلال التشاور الدائم والعمل المشترك والتنسيق، وأن نساند اللواء ريفي بالرؤية المشتركة وأنا أرحب بأي عمل أدعى إليه لخدمة المدينة».

ويؤكد علوش أنه «من المفروض أن تكون طرابلس في مواجهة المشروع الإيراني ليس من باب سني – شيعي أبداً… و»حزب الله» هو من يظهّر مذهبيته على اللبنانيين، ويضرّ بعلاقات لبنان مع العمق العربي ومع دول الخليج التي أفادت أبناء لبنان، وفي طرابلس أكثر من 50% من مداخيل أبنائها الذين يعملون في الخليج تعود إلى ذويهم وكل ذلك يتناقض مع مشروع حزب الله».

وعن الرئاسة يقول: «نحن لا ننظر إليها كأشخاص وأسماء، ولكن نسأل ماذا بعد انتخاب رئيس، وبالأخص إذا كان سليمان فرنجية فهل بمقدوره إعادة العلاقات مع العالم ومع الدول العربية إلى سابق عهدها؟ هل باستطاعته إحياء الإقتصاد؟ لا يبدو أنه من هذا النمط ولا يوجد أي مؤشر بذلك».

تابعنا عبر