
اعتبر الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان أن “ما قام به المصرف المركزي بالأمس لا يحمل جديداً سوى انه اعتراف بأن المصرف المركزي كان يشتري الدولارات. وعمليا إذا كان يشتري الدولارات من شركات المال مثل OMT وغيرها على 39 ألفاً و40 ألفاً ثم يبيعها على صيرفة على 30 ألفاً، فمن يتحمل خسائر ال 30%، بالطبع الخسائر هي من أموال المودعين”.
وقال أبو سليمان، في حديث لـ”الحرة”، إنه “عندما ينخفض سعر الصرف نهار الأحد في غياب التداول، فهذا عمليا يخلق هلعا يدفع المواطن نهار الاثنين ليبيع دولاراته وقد شهدنا سابقا على ذلك. فمثلا عندما تشكلت حكومة الرئيس ميقاتي انخفض السعر الى ال15 الفا ثم عاد وسجل مستويات اعلى. كذلك قبل الانتخابات النيابية انخفض للعشرين الفا ثم عاد وبلغ مستويات اعلى. إذا عمليا كلها سياسات ترقيعية. اليوم عندما يشتري المصرف المركزي الدولار ويساهم بارتفاع سعر الصرف فهو بذلك يزيد التضخم”.
وأكد عن رفع السحوبات الى الـ15 ألفاً، أن ”هذا يحصل نظرياً لأن فعلياً اذا رفعناها الى الـ15 ألفاً سيكون هناك سقف للسحوبات كي لا يسمح مصرف لبنان بسحب كمية اكبر ما يؤدي الى انفلاش اكبر للكتلة النقدية بالليرة اللبنانية، وبالتالي سيرتفع في المقابل سعر صرف الدولار
واعتبر أبو سليمان أن الثابت اليوم هو ان الخسارة على الوديعة هي بنسبة نحو 80% وإذا لم نقم بالإصلاحات المرجوة وعلى رأسها اعادة هيكلة القطاع المصرفي، فلا اقتصاد يعيش من دون قطاع مصرفي. ويبدو اننا نتجه الى فراغات دستورية ولن تحصل إعادة هيكلة المصارف.
وقال إنه لا يجوز أن نوهم المودع فهو سيتكبد خسائر وقد يعود له جزء من وديعته. مضيفاً، “المنظومة تحمّل كل الخسائر للمودع. أما المصارف فلا تتحمل خسائر اليوم لأنها عندما تسدد على 8 الاف او سعر صيرفة فهي تخفف من الدين المترتب عليها بهذه الودائع”.