
كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:
في ظلّ الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تسيطر على لبنان، تبقى عين المواطن على سعر الصرف الدولار الأميريكي في ارتفاعه وانخفاضه، حيث يتكون هذا العامل الأساسي في البلد الذي أودى به إلى الإنهيار بسبب إنهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميريكي، تواصل موقع “ناشطون” مع خبير الإقتصادي الدكتور “أيمن عمر” الذي أوضح سر انخفاض الدولار
١- كيف تصف الوضع الإقتصادي في لبنان ؟
طبعاً نحن أمام أزمة كارثية قلّ نظيرها ليس في التاريخ اللبناني فحسب بلّ أيضاً في التاريخ العالمي، حيث صنف تقرير بنك الدولي الأزمة الإقتصادية في لبنان بأنها من ضمن أسوء من ٣ أزمات منذ منتصف القرن الثامن عشر، وبالتالي حسب توصيف البنك الدولي “لبنان” يغرق هذا يعطينا دليل واضح على حجم الإنهيار الذي يعيشه اللبنانيون.
٢- كيف ينخفض سعر الصرف مقابل الدولار الأميريكي دون استثمارات من الخارج ودون تدخل الصندوق الدولي في لبنان؟
اساس في سعر الصرف الدولار الأميريكي انه يخضع لـ العرض والطلب ولكن هناك عوامل عديدة هي التي تؤثر بالعرض والطلب، وفي ظل غيان اي تدفقات مالية خارجية بالدولار الأميركي والشح الدولار في الداخل اللبناني الذي يعتمد احتياط مصرف لبنان، لذلك من اهم العوامل حالياً التي تؤثر في السعر الصرف الدولار هي عنصر الثقة، العنصر المعنوي لدى الشعب اللبناني وما يمتلكه من الدولار، وإن هذا العنصر يتأثر بالدرجة الأولى لاحداث سياسية معينة أو عبر ضخ إعلامي لبث هذا الخوف لدى المواطنين فيلجأون إلى بيع دولاراتهم مما يؤدي الى توفر بعض دولارات في السوق، وانخفاض في سعر الصرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
٣- ارتفاع سعر الصرف له علاقة بين “الثنائي الشيعي” والقاضي “طارق البيطار” عبر اقصائه عن التحقيق ؟
هذا التفصيل خارجي لا يمت إلى سعر الدولار بصلة انما ممكن ان يدخل ضمن السياق العام للوضع السياسي ومن المؤكد أن الوضع السياسي والتناحرات والتناكفات السياسية في لبنان، وقد يكون هذا الملف من ضمن هذه التناكفات وبالتالي قد يؤثر على سعر الصرف الدولار ولكن ليس هو عامد الأساسي.
والمشهد السياسي العام، كلما تأزم يؤدي الى مزيد من تمسك المواطنين بالدولار تجنباً لارتفاعه مستقبلاً وهذا يؤدي الى الانخفاض عرض الدولار مما يؤدي الى تدهور سعر الصرف الليرة اللبنانية وارفاع سعر الصرف الدولار الأميريكي، ولكن هذا يرتبط بالمشهد العام، وطبعاً أي من حدث سياسي يدخل بالمشهد العام .
٤- هل سيتم تثبيت الدولار على سعر 25,000 ليرة اللبنانية أو على 12,000 ليرة اللبنانية ؟
متطلبات وشروط صندوق النقد الدولي هي تحرير سعر الصرف، وليس تثبيته لذلك على مدى متوسط والطويل ونحن أمام تحرير بسعر الصرف. أما بالنسبة لتثبيت سعر الصرف، هذا مرتبط بالموازنة والتي ستخرج وفق سعر الصرف معين او ما يسمى الدولار الجمركي والدولار الكهرباء، والدولار الإتصالات، وهذا أمر آخر..
٥- هل ستترشح للانتخابات النيابية… وما هو مشروعك الاقتصادي ؟
لن أترشح إلى الإنتخابات النيابية لدورة ٢٠٢٢، وبالتالي ليس لدينا من مشروع وسبب بعدم ترشحي هو الغياب السياسي لدى أغلب المواطنين فهم يعيدون انتاج ذات الطبقة السياسية التي تمتلك ادوات الربح في الإنتخابات وبالتالي طالما لم تتغير عقلية الناس لا مجال التغيير وأنا بالتالي سأعزف عن الترشح..
وكما وجه للبنانيين؛ الجزء الأساسي من الأزمة هي؛ أزمة أخلاق وبالتالي التغيير الحقيقي هو تبدأ الأخلاق بالصلاح “إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغير ما بأنفسهم”، وبالتالي إن أردنا التوجه نحو الإصلاح الحقيقي وتحسين أحوالنا ومعيشتنا، وتغير الطبقة الحاكمة، عندها يجب مليّان بالتفكير بأنفسنا، لأنه مثلما تكونوا يولى عليكم.