
ناشطون – قسم التحرير
يوميا تتناول شبكات التواصل الاجتماعي أخبار تشير الى فقدان شباب من طرابلس بطريقة غامضة، ليتم الحديث بعدها عن توجه هؤلاء الشباب الى العراق إما عن طريق المطار بشكل رسمي أو من خلال المعابر الغير شرعية المفتوحة بين لبنان وسوريا ومن ثم العراق، أقاويل أو شائعات لا يمكن تأكيدها أو نفيها حتى الساعة خاصة وان القوى الأمنية نفسها ” متفاجئة” من هذه الاخبار ولا معلومات لديها عن هؤلاء الشباب، لتبقى الحقيقة الوحيدة الساطعة أن هناك من يعود أدراجه لإستهداف مدينة طرابلس قبل الإنتخابات النيابية كما عند كل إستحقاق لأهداف ومآرب سياسية تصب في خانة الفساد المستشري في سلطة حاكمة كانت ولا تزال تمعن في إساءتها لمدينة عانت كل فصول الإهمال والحرمان والإستخدام المشبوه كما في زمن الجولات القتالية، بيد إن ما يثير الإشمئزاز اليوم عجز المؤسسات الأمنية عن كشف الحقائق وسبب إختفاء الشباب، حقائق ليست عاجزة عن كشفها لو كنا في أوضاع مختلفة مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الصمت الذي تتبعه هذه المؤسسات ومن خلفها المراجع السياسية المعنية بشؤون المدينة كما تدعي، فإما تتحرك اليوم وتكشف “السر” وإما فلتصمت ولا يحق لها غدا ” المحاربة بسيف المدينة وأهلها” كما في السابق .
الشيخ بارودي
شيخ القراء في طرابلس الشيخ بلال بارودي قال لموقع “ناشطون” :” ما يجري مقلق للغاية، اذ عادت الأضواء لتسلط عليها من باب “عودة داعش الى طرابلس” وخروج شباب منها للإلتحاق بداعش، الأمر يثير الريبة، أولا لا بد من طرح السؤال التالي: هل لداعش أرض خصبة في طرابلس؟!! الجواب يأتي بالنفي القاطع ولكن هي لا تملك من يدافع عنها على المستوى الرسمي ولا مستوى مرجعياتها، لذلك يسهل قذف التهم عليها والإعلام يساهم في الإضاءة بشكل جدي، كما إن من هو متهم بالإلتحاق بداعش يكون لديه قصص مختلفة وعددهم قليل جدا، إنها دعاية آن الأوان للخروج منها ومن أكاذيبها، برأي إن وصلت داعش الى “جونية” فحينها تصل ” طرابلس”, يكفينا وجود حزب إيران في لبنان ومصادرته لقراراتنا، وهو بنظرنا كشعب لبناني من مختلف الطوائف أخطر من داعش”.
وتابع الشيخ بارودي:” الموضوع الثاني هناك بالفعل شباب إختفوا من طرابلس، وظروف إختفائهم غامض، كل عائلة تقول سبب مختلف عن الآخر فهناك من ترك وصية واخر هاجر الى العراق لكن من يؤكد وجودهم في العراق أو سوريا ، نخشى ما نخشاه أن يكون هناك من غرر بهؤلاء الشباب لإستخدامهم في قضايا معينة سيما اذا ثبت توجههم للعراق، هناك من يهرب بقوارب الموت بحثا عن حياة كريمة وأعدادعم بالآلاف ، لكن غياب 180 شابا كما يدعون حقيقة لا نعرف شيئا حتى بعض مراجعة الأمنيين بالموضوع، وقد تفاجؤوا بالأمر مثلنا وكأنه مؤامرة كبيرة مما ينفي مقولة إعتقالهم من قبل أجهزة أمنية، قد يكون لحزب إيران والمخابرات السورية دورا بالقضية بهدف تهيئتهم لأمر ما وزجهم فيما بعد في طرابلس وللأسف الشديد!!!! بالرغم من كل الضبابية لا بد من عدم العودة لإستخدام طرابلس كصندوق بريد وتصويرها على أنها أرض خصبة لداعش وإلا لما لجأت حزب الله الى تهريبهم بالباصات المكيفة”.
وختم الشيخ بارودي قائلا :” علينا في هذه الظروف الصعبة الالتفاف حول مدينتنا خاصة قبل الانتخابات النيابية، كفانا حرمان وخذلان وشائعات خطيرة ، من لديه قضية فلتعالج بشكل طبيعي كما تمت معالجة من يتعامل مع إسرائيل، أي خلل لا يعني محاسبة طائفة باكملها ولنتعامل مع القصية بشكل ظرفي وآني وليس قضية عامة، وبإذن الله تتوضح الأمور لاحقا”.
من جهته المتابع لشؤون السجناء والخبير بالحركات الإسلامية الشيخ نبيل رحيم قال:” الموضوع يستهدف مدينة طرابلس في صورتها وسمعتها وهذا طبيعي في كل مرحلة من حياة المدينة والسعي لإظهارها حاضنة للجماعات المتطرفة، أؤكد على أن الأمر مبالغ فيه ومحطة mtv ذكرت في تقريرها أن 800 شخص خرجوا من طرابلس تماما كما بعض الصحافيين أو المحسوبين عليهم وبعضهم طرابلسي أشار الى إن العدد بالمئات ، برأي الوسائل الإعلامية ضخمت الموضوع، من إختفى (وأنا دقيق جدا بمعلوماتي ) منذ لحظة إغتيال المؤهل الاول المتقاعد أبو زياد مراد لغاية الآن لا يتجاوز عددهم 30 شخص، جزء منهم وصل الى العراق وتواصل مع أهله، وجزء آخر ما زال مختفيا وللقضية عدة أسباب ربما هم ما زالوا داخل البلد لكن متوارين عن الأنظار بعدما تمت إخافتهم من قبل أشخاص مجهولين أكدوا وجود ملفات أمنية بحقهم وسيتم إعتقالهم، ومنذ ثلاثة أيام إختفى ثلاثة شبان ووسائل التواصل قالت 8 شباب فلماذا كل هذا التهويل؟!! نحن ضد الذهاب للإنخراط في حروب سوريا والعراق والذي هو صراع دول، وللأسف الشباب اللبناني يبقى آداة ضمن هذا الصراع لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هم يظنون بأنهم يخدمون دينهم وعقيدتهم، على الأهالي الانتباه لأي فكر يحمل أولادهم للخروج عن طاعتهم للذهاب الى ساحات القتال، شبابنا يتجهون بسبب الأوضاع إما نحو المخدرات أو نحو قتلهم يالمجان، هناك عدة عوامل تؤدي لذلك منها غياب دور المشايخ عن الساحة وهناك أفكار تنتشر بإسم الدين ولا تمت له بصلة، وهو ما يشكل الدافع لذهابهم ، الأمر الثاني يتعلق بالوضع الاقتصادي المنهار مما أوصل الناس لليأس، الأمر الثالث يتلخص بالظلم الموجود في البلد من خلال إستهداف شباب طرابلس بأحكام عالية وقاسية جدا وإهمالهم في السجون لا طعام ولا علاج ولا تدفئة في البرد القارس، الإشارات التي ما زالت موجودة حتى على من أنهى محكوميته، حتى من خرج براءة، نحن نسعى الى حل هذه المشاكل قدر إستطاعتنا مع السلطات المعنية ومن خلال مساعدة الناس في تحمل أوضاعهم الاقتصادية عبر تأمين الدواء والعلاج والطعام لمن هم داخل وخارج السجن، لكن يد واحدة لا تصفق أين هم الزّعماء أين هم المسؤولين الذين لا نجدهم هل هم في سبات عميق ؟!”.