باسيل يؤجج الفتن الطائفية والمذهبية فهل من قضاء
يجرّه مخفورا لمحاكمته.. فتكون “روحة بلا رجعة”!.
مقال للكاتب والصحافي صفوح منجّد
طالعنا أكثر المفسدين والفاسدين على الارض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بموقف (عجيب غريب) عبر حسابه على تويتر يدعو فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي القائمة بأعمال رئاسة الجمهورية، للتوقيع على مرسوم إستعادة جنسية ل 565 شخصا (يلي اصحابها مستحقينها بالقانون).
والسؤال لماذا يتبجّح باسيل بهذا الموقف ويُعلن ما أعلنه في الوقت الذي كان فيه الرئيس ميقاتي يهم بمغادرة حاضرة الفاتيكان؟ هل الأمر بريىء؟ أم أنه يندرج في إطار الممارسات الطائفية التي إعتاد باسيل إتباعها في معظم مواقفه السياسية وغير السياسية والتي تدفعنا إلى التساؤل، لماذا لم يوقّع “عمّه” القانون المعني عندما كان في السلطة وعلى رأس الدولة وقبل ان يتحول إلى رئيس لعهد بائد؟.
والحقيقة واضحة وهذا الموقف المخزي من باسيل يفضح المستور وهو أنه أراد طرح هذه المسألة اليوم قبل الأمس لإثارة الفتنة من جهة وللتعمية عمّا أصابه ويصيبه من جراء إستبعاده عن الإنتخابات الرئاسية من جهة ثانية، فبدأ ب” التخبيص” للتعمية عن حقيقة الأمور علّه يكسب “عطف” بعض المناصرين الذين أعمتهم ظروف وصلاحيات حكومة تصريف الأعمال حيث كان من الأصح أن تصدر مراسيم إستعادة جنسية هؤلاء خلال الحكومة السابقة على الأقل ولكن يبدو “أن وراء الأكمّة ما وراءها”، فطرح باسيل لهذه المسألة اليوم وليس بالأمس هي خطة مدبرة من قِبل عقل غير موزون وربما مفقود، كان يرمي إلى إقناع ميقاتي بالموافقة على هذا المرسوم، تمهيدا لتوريطه و “تدفيعه” ثمن ذلك من خلال إحداث ضجة في الأوساط السياسية والنيابية في الظروف الراهنة ما يؤدي إلى إنهيار “الهيكل الحكومي” المتبقي في الظروف الراهنة وبالتالي يتم تجميد الإنتخابات الرئاسية من جهة وخلق مناخ من الفوضى وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية الخبيثة في أجواء هذه التوترات القائمة ، على أن يترافق ذلك مع تحركات تشيد بوطنية باسيل؟!.
ولكن يبدو أن قلم جبران قد فضحه هذه المرة ايضا حين إدّعى حرفيا بأن “دولة الرئيس ميقاتي ما عم يوقّع الآن لأن أكثريتهم مسيحيين وهيدا بإعترافه وبعضمة لسانه” وفي حقيقة الأمور ألا يؤكد كلام باسيل “المؤكّد” بأنّ ميقاتي لم يتجاوب مع هذا الطرح المذهبي والطائفي.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية بعد كل ما قاله باسيل يتوجه إلى ميقاتي ويدعوه أن يوقّع كل مراسيم التجنيس دفعة واحدة، وليس بشكل فردي حتى لا يكون هناك إبتزاز سياسي، كما يدّعي باسيل عند كل توقيع، فكيف يستقيم ذلك بالنسبة للعقل “الباسيلي”؟! وهل بعد كل ما قاله في بداية تغريدته يمكن أن ينتظر من دولته أن “ينصاع” ويوقّع ذلك القانون؟.
والأغرب من كل ذلك هو ما لفت إليه باسيل في تغريدته الثانية حين إدّعى “نحنا ما منعرف حدا منهم، وعددهم مابغيّر بديموغرافيا البلد” صدّقناك!!! فهذه المناورات السياسية البشعة تعودنا عليها منك خلال “العهد البائد”.
ولم تعد تنطلي على أحد!! فالصحيح أنه لو كان هناك حكم وطني جاد وفاعل ولم يدمره عهدكم البائد سياسيا وقضائيا وإقتصاديا وشرّع أبواب الجحيم أمام الناس وأودى بهم إلى التهلكة، لما كنت اليوم نائبا إشتريت منصبك بالمال والرشوة وبوسائل الكذب والإحتيال وتأليب الناس على بعضها البعض وإستخدام النعرات الطائفية والمذهبية والترويج لها لحصد المراكز والأموال وإدّعاء العِفّة، وها هي العقوبات الأميركية بحقك ماثلة للعيان، ولو كان الوضع في لبنان مستقرا وثابتا ولا يعاني قضاؤه ما يعانيه، لكان تمّ رفع الحصانة عنك وعن أمثالك، ومحاكمتك بالتحريض المذهبي وتأجيج الفتن وإفتعال الموبقات الطائفية وجرّك مخفورا ومحاكمتك بما سبق ذكره إلى جانب كل فضائح السدود والكهرباء والصفقات التي كانت مصدرا لثرواتك التي جنيتها من عرق أبناء هذا البلد.
وأخيرا لا بد من الإشارة إلى تمنياتك بأنّ “لا رجعة هالمرّة متلما هو بيعرف” والتي عنيت بها في ختام تغريدتك الرئيس ميقاتي، كما سبق أن عنيتم بجملة مماثلة الرئيس سعد الحريري عندما كان يخرج من البيت الأبيض، فإنّ مواقفكم السوداء تتحدث عن نفسها فقد خرجتم من بعبدا والحكم وأخذنا المفتاح!!!.. ولا عودة لكم ولا رجعة.