قدمت منظمة “سمكس”، المعنية بحماية حقوق الإنسان في الفضاءات الرقمية، تحليلاً لحادثة انفجار أجهزة النداء الآلي “بايجر” الخاصة بعناصر “حزب الله”، الأربعاء، موصية بالتوقف عن استخدام هذه الأجهزة في لبنان.
وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أن تفاصيل الواقعة غير واضحة في ظل عدم صدور أي بيان رسمي توضيحي عن الجهات المعنية، مضيفة أنها توصلت إلى ثلاث نظريات تفسر ما حدث فعلياً من وجهة نظر رقمية وتقنية، علماً أن مواقع التواصل والمجموعات الإخبارية المحلية، امتلأت بموجة من الأخبار الكاذبة نشرت الهلع بين اللبنانيين.
وحسب النظرية الأولى، يحتمل أن تكون أجهزة النداء التي انفجرت جزءاً من شحنة جرى استلامها وتشغيلها بعدما تم العبث بها خلال عملية الشحن، فزرعت فيها، على سبيل المثال، عبوات متفجرة صغيرة، ليتم تفعيلها عن بعد أو بواسطة جهاز توقيت.
والنظرية الثانية تفيد بعدم تعرض أجهزة النداء لأي اعتراض، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت على دراية بطبيعة الأجهزة، فطورت طريقة لبث ثغرة يمكن استغلالها فيها. ويحتمل أن تكون الثغرة قد تسببت برفع حرارة الأجهزة، ما أدى إلى انفجار بطارياتها.
أما النظرية الثالثة فتفيد بإمكانية أن يكون جرى التلاعب بأجهزة النداء التي انفجرت خلال عملية الشحن ضمن “هجمات سلاسل التوريد” (supply chain attack) ليتم تفعيلها لاحقاً عن طريق موجات راديو تطلق من محطة أرضية أو جهاز استخباراتي مثل “نظام الإنذار المبكر والتحكم” (AWACS)، لتفجير الأجهزة.
وبحسب المنظمة، فإن جهاز “بايجر” هو جهاز لاسلكي صغير يستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو التنبيهات. كان يستخدم على نطاق واسع قبل شيوع الهواتف المحمولة، خصوصاً في الثمانينيات والتسعينيات، وكان يفضل استخدامه من قبل الأطباء والمستجيبين لحالات الطوارئ ورجال الأعمال بسبب موثوقيته في استقبال الإشعارات العاجلة.
وتعمل أجهزة النداء على عنصرين أساسيين:
الأول هو الإرسال، حيث تعمل أجهزة النداء من خلال الإشارات الراديوية. ويقوم مزود الخدمة بإرسال إشارة، عادةً ما يتم ذلك عبر محطة أساسية أو شبكة أقمار اصطناعية، إلى جهاز النداء، وقد تكون هذه الرسالة عبارةً عن أرقام فقط، أو أبجدية رقمية (نصوص) أو صوتية.
والثاني هو التنبيه، فعند استلام الرسالة، يطلق جهاز النداء المستخدم صوت تنبيه أو اهتزاز أو كليهما، لحث حامله على التحقق من الشاشة وقراءة الرسالة الواردة.
وتوجد أنواع لأجهزة “بايجر”، الأول هو الجهاز الرقمي، الذي يعرض الأرقام فقط، وعادةً ما تكون أرقام هواتف يجب على المستخدم الاتصال بها. والثاني هو جهاز النداء الأبجدي الرقمي الذي يعرض الأرقام والحروف، ويسمح بإرسال الرسائل النصية القصيرة. والثالث هو جهاز النداء ثنائي الاتجاه الذي يسمح للمستخدم بإرسال واستقبال الرسائل النصية.
وتستخدم هذه الأجهزة في المجال الطبي، حيث يعتمد الأطباء والممرضون على أجهزة النداء لاستقبال الإشعارات الطارئة في المستشفيات، لقدرتها على العمل في الأماكن حيث تضعف إشارات الهواتف المحمولة.
كما ينتشر العمل بها في خدمات الطوارئ: حيث تستخدم الشرطة، وفرق الإطفاء، والمستجيبون لحالات الطوارئ، أجهزة النداء، لتبادل المعلومات الحيوية بوتيرة سريعة. فيما يستخدمها عاملون في مهن متنوعة أخرى: مثل تكنولوجيا المعلومات، والهندسة، والصيانة، بغرض تلقي التنبيهات عند الحاجة إلى إجراء أعمال أو إجراءات ملحة.
وما زالت هذه الأجهزة منتشرة، بسبب عوامل عديدة، رغم وجود بدائل أكثر تقدماً، منها الموثوقية، إذ تعمل أجهزة النداء عن طريق إشارات الراديو الأكثر قدرة على اختراق إشارات الهواتف المحمولة، ما يضمن تبادل الرسائل حتى في المناطق ذات التغطية الضعيفة.
كما أن بطاريات هذه الأجهزة تستطيع العمل لأسابيع من دون توقف، ما يجعلها أداة عملية مقارنة بالهواتف المحمولة التي تتطلب الشحن بشكل يومي. وتخلو أجهزة النداء من التطبيقات أو المشتتات الأخرى، ما يجعلها مثالية لإيصال المعلومات الحيوية من دون أي تدخل أو اعتراض من قبل أطراف خارجية.