توجه رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد بكتاب إلى كل من مقام رئاسة الحكومة ومعالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى مطالبا بإجراء الإتصالات اللازمة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، والراعية لإحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024، والتمني بإرجائها لتعذر إجراء هذه الإحتفالية في موعدها المحدد.
وشرح منجد دواعي هذا التأجيل لأسباب عِدّة في مقدمها الظروف الإستثنائية التي يمر بها لبنان حاليا على مختلف الصعد الإقتصادية والمعيشية وعدم إنتظام الوضع الحكومي وتأثير ذلك على إنتاجية وعمل الدوائر والمؤسسات الرسمية ذات الصلة بهذه الإحتفالية وخاصة ما يتعلق بتخصيص الأموال اللازمة لتفعيلها وإقامة الأنشطة والفاعليات المقررة سواء منها تلك التي ستقيمها الجهات الرسمية الحكومية والبلدية أو تلك التي من المقرر أن تشارك بها الأندية والجمعيات المحلية.
وتابع منجد: إن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية بشكل خاص والتي من المتوقع أن تزداد بؤسا وتتفاقم معها الأجواء المحلية وما قد يترافق معها من تطورات قد تؤدي إلى إتساع رقعة التحركات الشعبية والقطاعية وما قد تؤدي إليه من “خضات” أمنية، ليس بإمكان أحد أن يحدد مسبقا مدى فاعليتها وإنعكاساتها، ما يجعل إجراء أي أنشطة ذات أبعاد فنية وثقافية وسواها، ضربا من التهور في وقت نرى فيه المرضى يتوفون لعدم قدرتهم الحصول على أدوية او علاجات إضطرارية في حين ان مختلف المؤسسات الصحية والرعائية قد باتت تعاني من إنعدام قدرتها على تحمل المزيد من الأعباء.
وقال: لقد بات من المستحيل أمام الأندية والجمعيات والثقافية منها بشكل خاص إضافة إلى المؤسسات البلدية والإقتصادية صياغة برامجها التي يجب أن يتم صياغتها والإعداد لها منذ الآن بما في ذلك تحديد موازناتها لاسيما ما تتطلبه من مصاريف، في وقت ليس بإمكان أحد توقع ما سيكون عليه الوضع الأمني بشكل خاص في ضوء الأحداث والإشكاليات الأمنية التي تشهدها طرابلس يوميا ويذهب ضحيتها بعض القتلى والجرحى إلى جانب توتير الوضع الأمني ما يؤدي إلى إقفال العديد من الطرقات العامة او تلك التي تربط ما بين المدينة والمناطق الأخرى التي تعاني طرقاتها وخاصة خلال ساعات الليل من تفلت وأعمال سطو وإعتداءات على المارة بما في ذلك الأشخاص الذين يقومون بخدمات إيصال “الديليفري” إلى حد تبدو معه شوارع المدينة خالية من المارة، وهي اصلا تعاني من غياب تام للإنارة الليلية.
وتساءل منجد: كيف يمكن لمدينة ليس فيها فندق جاهز لإستقبال الزوار، أن تستقبل ضيوفها من رسميين عربا ولبنانيين ومن أبناء شتى المناطق اللبنانية؟ سيما وأن أي جهة رسمية أو خاصة لم تتحرك لغاية اليوم لإعادة تفعيل وتشغيل فندق “الكواليتي-ان” التابع لمنشآت معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس، في حين أن هذا الأخير أيضا لم يشهد أي عملية إصلاح أو تأهيل لمنشآته وما يتطلبه المعرض من تدابير ليكون حاضرا ومهيأ لإستقبال فاعليات هذه الإحتفالية؟!
وختم: نصارحكم يا معالي الوزير أن مدينة بدون كهرباء وبدون مياه أحيانا وبدون مساعدات لأهاليها وسكانها ومن دون إستقرار في أوضاعها وأجوائها الأمنية، وتدهور إقتصادي ومالي ومعيشي، لا يمكّن عاصمة الشمال طرابلس أن تقيم حفلا ترفيهيا في خضم هذه الأجواء التي تخيّم على أسواقها وعلى أهاليها وسكانها، فكيف بإمكانها أن تُحْيي هذه الإحتفالية على مدى شهر، بما تتطلبه من جهد ومال وتفرغ؟ بل كيف سيتقبّل الناس المنهكين جوعا ومرضا وبؤسا وشقاء وإنعداما لأي مورد حياتي وإجتماعي أن يتقبلوا وأن يشاركوا وان يكونوا من صنّاع فعاليات هذه الإحتفالية الكبرى؟!.