شعار ناشطون

جمال سليمان لـ”النهار العربي”: عودتي إلى سوريا حق مشروع وليست كرم أخلاق من أحد

25/11/21 09:23 pm

<span dir="ltr">25/11/21 09:23 pm</span>

هناك أشخاص ليسوا بحاجة إلى مقدمة لنتحدث عنهم لأن أسماءهم وأعمالهم محفورة في الذاكرة. تماماً مثل الممثل القدير جمال سليمان، هو حالة نادرة وشخصية رافقتنا منذ الصغر بأدوارها المتنوعة منها الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تتشابه أحداثها مع واقعنا المرير اليوم. هو أشبه بموسوعة تضم معلومات قيمة وأفكاراً جريئة ولم نتردد في التواصل معه.

بدأنا حديثنا عن آخر أعماله قال لنا إنه باشر تصوير مشروع توقف السنة الماضية يحكي سيرة حياة ملك ليبيا الأول والأخير إدريس السنوسي، بالإضافة إلى عمل مشترك في لبنان تدور أحداثه في عشرينيات القرن الماضي وتتوزع بين دمشق وبيروت. وأشار إلى أنه لطالما شجع ورحب بإنتاج أعمال سورية لبنانية، لأنه يوجد العديد من القضايا المشتركة في حياتنا، والأعمال الفنية هي أبعد من مجرد مسلسلات بعيدة عن الواقع.

الماضي الجميل

ما زالت الأدوار التي جسدها الممثل جمال سليمان عالقة في أذهاننا، تماماً كدور “المحامي عادل” في الفصول الأربعة، و”الأستاذ مراد” في خان الحرير، ولكن ما شعوره عندما يقابل أشخاصاً يعبرون عن حبهم وتعلقهم   بالماضي، خصوصاً الشخصيات التي قام بإدائها؟ وقال لـ”النهار العربي”: “أنا لا أتفاجأ، بل أشعر بالفرح، وأستخدم هذا الشيء في نقاشاتي مع الآخرين، وهذا برهان على حضوري في ضمير ووجدان الناس”.  وأضاف: “هي أعمال تحمل قيمة وتكون مصنوعة بصدق وإخلاص لقربها من الناس وحياتهم، لأنها لا تقدم عالماً غريباً أو افتراضياً، ولا تتلاشى الشخصية مع انتهاء المسلسل أو الفيلم”.

وأشار إلى أنه مع بداية عرض أي عمل كان لديه رؤية ويتابع: “يجب أن نقدم للناس أعمالاً سواء كانت بسيطة أو كانت اجتماعية ذات بعد فكري وسياسي، تماماً مثل مسلسل “ذكريات الزمن القادم” أو “خان الحرير” أو “الثرية”، التاريخية منها وتلك التي يتخللها الفكر أو التعقيد إن صح الوصف.

“الفصول الأربعة 2022”
وقال أيضاً: “أما عن الأعمال التي يجب أن تتم إعادتها هي “الفصول الأربعة” الذي تحول إلى وثيقة فنية تماماً بعد الأحداث التي حصلت في سوريا، خصوصاً للسوريين الذين يعيشون في المهجر، بمن فيهم اللاجئون، بالإضافة إلى الناس الذين يكنون حباً لسوريا وحب مشاهدة سوريا من خلال هذا المسلسل”.

 وذكر أن ما كُتب عن هذا المسلسل في الفترة الأخيرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي يعتبر من أهم المقالات حتى تفوقت المقالات على ما صدر من النقاد عند عرض العمل لأول مرة، لكن استكمال “الفصول الأربعة” في جزء جديد هو أمر متعذر لأسباب عديدة جداً ومنها مصير الشخصيات  التي بدورها ستحاكي مصير كل سوري حتى ولو لم يكن شخصية سياسية أو يملك رأياً سياسياً، بل كل سوري تأثر في مسار الأحداث في سوريا سواء من قدم لجوءاً أو من بقي أو حتى من تعاطف مع كلا المعارضة أو النظام. ولتقديم جزء ثالث يجب ذكر كل ما سبق، كما لا أعتقد أنه توجد جهات إنتاجية أو محطات تلفزيونية تتبنى أعمالاً فنية لتروي ما حصل.

وأضاف: “لكن  للأسف نرى اليوم في الانتاجات العالمية أن هناك عدداً لا بأس به من الأفلام التي تتكلم عما حصل في سوريا، إن كانت روائية أو وثائقية، وبعضها ربح الأوسكار والبعض الآخر يعرضونه على منصة “نتفلكس”  وتستقطب مشاهدات عالية”.

وأشار إلى أن القصص التي حصلت في سوريا تحمل الكثير من الأبعاد ليس فقط على الصعيد السياسي بل أيضا على الصعيد الإنساني والعاطفي، على سبيل المثال هناك العديد من المقالات التي تكلمت عن نسبة الطلاق خصوصاً بين المهاجرين في ألمانيا والتي تكون بناء على طلب المرأة، وهناك قصص عن عائلات تفرقت وانقسمت بسبب اختلاف في المواقف السياسية أو غير السياسية لأفرادها، لكن شاءت الظروف أن يتفرقوا بالإضافة إلى التغيير الكبير في المجتمع الداخلي لجهة الفكر والثقافة أيضاً.

رأيه بالدراما

أما عن رأيه في الدراما اليوم فقال إن “هناك تغييراً على الصعيد الشكلي والتقنيات والتمثيل أيضاً، بل إننا نرى مواهب شابة لافتة للغاية، وخاصة من المخرجين الجدد الذين يملكون مستوىً تقنياً رفيعاً وحيوياً، لكن في المقابل هناك تراجع كبير في المضمون أي أن المحتوى أصبح ركيكاً جداً”. وأضاف: “أتفهم ذلك كون المشاهد متعباً من الأزمات، لكن هذا لا يمنع على الإطلاق أن نرى أعمالاً تحاكي حياتنا وواقعنا وليس بالضرورة أن يكون ذلك بشكل سوداوي لأنه يوجد العديد من الأمور الإيجابية أيضاً في هذا العالم وهذا بالطبع يتوقف على ذكاء المشاهد وماذا يختار”.

إلى ماذا يفتقد جمال سليمان اليوم؟

أجاب سليمان بحرقة: “أنا إنسان بعيد عن وطنه إلى ما يقارب الـ10 سنوات ولم أتخيل يوماً أنني سأبتعد لهذه الدرجة عن سورياً، هناك العديد من المدن التي استمتع بزيارتها وأنا أيضاً من الأشخاص الذين يحبون السفر ومن  الذين يملكون نظرة نقدية تجاه بلدي”، وأضاف: “لست من الأشخاص المتعصبين بمعنى أن لا أنتقد بلدي أو لا أتقبل نقداً من أحد، مع ذلك أرى أن الأشخاص الذين لديهم نظرة نقدية تجاه بلادهم على ما يبدو هم من يكنون حباً لبلادهم أكثر، لأن علاقتهم بوطنهم تكون صادقة وغير زائفة أو قائمة على قصائد شعرية لا معنى لها غير الكذب والوهم”.

ماذا يفعل في أوقات فراغه؟ كان جوابه متوقعاً ربما لأن الأمر يليق به جداً. حيث قال: “أقرأ بكثرة وأتابع مراكز الدراسات العالمية، أحب أن أردم الفجوات الموجودة لمعرفتي في التاريخ، لأن عادة نحن لدينا علم بالعناوين العريضة لكنها لا تكفي خصوصاً لما نراه في هذه الأيام، بالإضافة إلى تحضير مشاريع والاهتمام بالزراعة الذي كانت من مخططاتي عندما أتقاعد في سوريا وكنت أنوي أن أعيش آخر سنوات حياتي كشخص متقاعد لكن مع البط والدجاج والحمام وهذه الجينات ورثتها عن أبي كونه كان فلاحاً”.

عن نشاطه السياسي والمصالحة الوطنية

لا يمكن سوى التطرق إلى السياسة مع جمال سليمان فهو “ابن الكار” وإحدى شخصيات المعارضة البارزة. يحدثك العارف بتفاصيل الحرب والثورة عن دوره الفعال ومشاركته في حوارات عديدة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات أخرى حقوقية، وعن تبنيه لفكرة المصالحة الاجتماعية في سوريا. ويضيف: “أننا جميعنا متفقون على أن الانقسام الهائل الذي حصل في المجتمع السوري أدى إلى حواجز من الدم والكراهية وعدم الثقة والعداء، وهذا بالطبع شيء خطير في أي مجتمع. بالتالي أعتقد أنه لا يمكن ردم هذا الشيء إلا من خلال أمور عديدة جداً أهمها طبعاً المشروع السياسي الوطني وهو أن يجتمع السوريون وأن يشعروا أنهم أصحاب فكرة مشتركة في الوطن والمستقبل، وأن يكون لهم ثقة في الدستور وبالبلد، وأن ينتخبوا بإرادتهم الحرة ممثليهم في السلطة التشريعية أو التنفيذية في البلاد. لكن هناك جانباً آخر على مدى المتوسط والبعيد هو “مسألة التعليم من جهة”  و”الخطاب الثقافي” من جهة أخرى، والذي يكون مضمونه العمل الفني على كافة أنواعه ومن الممكن أن يلعب دوراً كبير جداً بتحقيق المصالحة الوطنية في المقومات السورية وإعادة ترميم الهوية الوطنية السورية لجميع السوريين. وأضاف أن الفن يساعد على تخطي كل أنواع التطرف ويشمل الديني وغير الديني. وكي يتجاوز المرء هذا التطرف يجب أن يخلق الحكاية المشتركة بين الناس وأن تقول لهم أن حكايتنا وآلامنا  وخسائرنا واحدة”.

وقال أيضاً: “جميعنا أصحاب مصلحة بأن ننظر إلى المستقبل ونبني حياة أفضل من التي مضت، أي حياة قائمة على السلم والأمن والإحساس بالانتماء إلى الوطن بمعنى المواطنة المتساوية، ولا أحد يتميز عن أحد لا بالانتماء العرقي ولا  الطائفي”. وتابع: “من حقنا أن نختلف سياسياً لكن ليس من حقنا أبداً أن نختلف على فكرة المواطنة، لأن المواطنة ليست مسألة انتماء فقط يجب أن تكون قائمة على الإرادة الحرة، وعلى الحقوق والواجبات”.
وأضاف: “أنا أرى أن الفن يلعب دوراً كبيراً في هذه القضية لأن السوريين  يحتاجون اليوم أن تُروى لهم الحكاية على حقيقتها والحكاية العظيمة هي تلك التي لبست باللون الأسود أو الأبيض فقط بل يجب أن يتخللها تدرجات بالألوان ولا يوجد طرف ممكن أن يكون على حق 100% ولا أن يكون طرف على باطل 100%، وعندما تصل الناس إلى هذه القناعة يصبح التصالح والاتحاد والتعامل سهلاً، وأن ترجع الحياة إلى مسارها الطبيعي كما أن إعادة بناء سوريا ليست مسألة طرقات ومستشفيات ومصانع…. وإلخ. هذه الأمور مهمة طبعاً لكن لا تتوقف هنا. نحن نريد إعادة مجتمع وأن نبني مجتمعاً. يجب أن يكون هناك تعليم، وأن نمنع التطرف عن عقول الأطفال وفي نفس الوقت يجب أن يبقى الإنسان حراً ومسؤولاً ويعرف كيف يمارس حقوقه بالإضافة إلى الثقافة والتي هي الطب الوقائي للمجتمع”.

هل ستعود سوريا يوما ما؟ أكد جمال سليمان أن على الإنسان أن يمتلك الأمل على الدوام وتابع: “بالطبع سترجع.. لكن متى وكيف هذا شيء لا أنا ولا غيري يستطيع أن يحكم فيه، لأن هناك العديد توقعات وتنبؤات سواء من قبل العرّافين أو المنجمين أو من قبل السياسيين على اختلاف مواقعهم أن هذه السنة ستكون آخر سنة حرب، والسنة القادمة ستنهي سوريا مشاكلها، وستتوقف الحرب… وإلخ”، وأضاف “أن مسار الأحداث يعطي انطباعاً أن ما تم ذكره من إيجابيات هو مجرد أمنيات، لكن الواقع شيء آخر. وبرأيي أن سوريا لديها وقت ليس بقليل، وما يتم وصفه في الوضع الراهن على أنه الانتصار هو في الحقيقة وهم. لأن الانتصار هو أن تعود سوريا ويعود السوريون جميعهم، وأن يكون هناك مشروع وطني مشترك. وسأل: “كيف نسميه انتصاراً وهناك الملايين من السوريين منتشرون في أصقاع الدنيا بالإضافة إلى مليوني سوري خارج التعليم؟.

نسبة الخطورة للرجوع إلى سوريا… ورأي الزملاء فيها

اعتاد جمال سليمان على سؤال عن عودته إلى دمشق، وكان جوابه حازماً انطلاقاً من حق الإنسان بأرضه، وقال: “عودتنا إلى وطننا هي حق مشروع كمواطنين، هذا ليس تعاطفاً أو كرم أخلاق من أي أحد، مع ذلك ما زال قرار رجعتنا إلى الوطن ممنوعاً، القصة لا تتعلق بالزملاء الفنانين الذين لديهم رأي أو موقف إيجابي حسب ما قرأت عبر مواقع التواصل ويدعون زملاءهم  للعودة رغم أن كلامهم هو مصدر أمل ويستحقون التحية عليه”.

أما خروجه من سوريا فقال جمال سليمان إنه اُجبر على ترك البلاد، خصوصاً بعد “دخولهم إلى البيت وتحطيمه”، ويتابع: “عندما يكون هناك حملة كبيرة عبر مواقع التواصل تتهمه بالخيانة والعمالة وأنا لست ساذجاً لأن ما أراه يعبر عن الرأي العام، أما الكتائب الإلكترونية الموجهة والمنظمة تستطيع تقليب الناس ضد أشخاص معينين، فبالتالي نحن معرضون للاغتيال معنوياً وشخصياً. أمام العالم أجمع لم يبقَ شيء إلا أن يطلقوا الرصاص علينا، ونحن نعلم أن هناك العديد من الأشخاص ليسوا متطرفين ولا إرهابين وإنما وطنيون جداً ويبحثون عن سلم سياسي بعيداً عن الفوضى والقتال، لكنهم اختفوا في السجون ولم نعد نعلم عنهم شيئاً”.

ما رأيه في ثورة 17 تشرين في لبنان ومن أحبطها؟

رد قائلا: “لا أحب أن أتكلم عن الشأن السياسي لبلدان أخرى، لسبب أن كل دولة يوجد فيها مفكرون ومثقفون يتكلمون بشأن الناس. لا ينظر دائما لرأي الآخرين بشكل إيجابي، دائما يتم تجييره بطريقة أن هناك دوافع مشبوهة وراءه، لذلك أتحفظ دائما عن إعطاء رأيي بالمسائل التي لا تتعلق ببلادي، لأنه أخشى أن تُستخدم بطريقة غير إيجابية”.

وتابع: “لكن من يعرفني جيداً يعلم أنني أمقت الانقسام الطائفي، وأرفض أي نظام حُكم يستخدم الخطاب الديني في السيطرة والهيمنة سواء أكانت طائفية أو دينية أو مذهبية، لأن هذه وصفة جيدة لصراع سينفجر بعد مدة. كما اعتبر الفساد بشكله المالي والسياسي هو سبب المأساة  في عالمنا العربي خصوصاً عندما يتحدث الناس عن المؤامرة التي حدثت بما يسمى “الربيع العربي”  ولدي تحفظ على هذا التعبير، لأنه تعبير مخادع للغاية، لكن طبخة المؤامرات انطبخت على عقود من الزمن، من خلال الفساد الإداري والسياسي والمالي أيضا، وعندما تتفشى هذه الأمراض الثلاثة تنهار صورة الدولة بعين المواطن وتصبح الدولة لا تقوم على شرعية، بل تقوم على قوة الأمر الواقع، وعند أول مناسبة يصبح هناك انقلاب على الدولة، لأنه بالطبع أصبح النظام السياسي يفتقر إلى الشرعية”.

وهل يتعرض لتهديدات كما في السابق. يجيب: “من قبل أجل، لكن اليوم كلا، تعرضت في البداية للعديد من التهديدات العلنية لكنها تلاشت مع الزمن”. وأضاف “أن الكذب قد ينطلي على الناس لفترة من الزمن لكن من الصعب أن يبقوا ضحية له، لأن هناك واقعاً سيشكل حقائق، والعديد من الناس أيضاً يعلمون أننا لسنا متآمرين أو خونة ولا نعمل لصالح أي دولة أو جهة ومواقفنا ليست مدفوعة الثمن، بل دفعنا ثمن هذه المواقف”.

واذا ما كانت الدراما السورية استشرفت ما يجري في سوريا، يقول: “طبعاً، لقد استشرفت وبقوة، وقبل أن تكون هناك ثورة في سوريا وقبل المظاهرات كانت الدراما السورية مفعمة بالمظاهرات، خصوصاً من  راجع تاريخ الدراما السورية سيرى ذلك الشيء على سبيل المثال مسلسل “خان الحرير”، الذي تحدث عن الكارثة الكبرى التي حصلت في سوريا في انتهاء النظام الديمقراطي مع قيام الوحدة، وبعد الوحدة تحول إلى نظام غير ديمقراطي”.

وجاء في حديثه: “كما يمكننا اعتبار أن سوريا في ذلك الوقت كانت دولة ناشئة وأن سوريا ولبنان والعراق  وفلسطين والأردن هي دول قامت بناء على اتفاق الدول العظمى ونتيجة “سايكس بيكو”، فبالتالي هي أوطان ناشئة بالمعنى السياسي للكلمة، خصوصاً في سوريا التي كانت تعاني الكثير من العيوب في جهاز المناعة، أي داخلها كان ضعيفاً. لكن لو كتب لهذه التجربة الديمقراطية أن تستمر وتتطور ولو كتب للمجتمع السوري من الناحية الاقتصادية والتجارية والعلمية أن يمشي بالمسار الذي بدأ فيه بعد الاستقلال لكانت سوريا اليوم في مكان آخر، تماما كما تناولها مسلسل “خان الحرير” بجرأة وشجاعة كبيرة جداً،  حين اعتبر أن السبب الرئيسي الكامن خلف انهيار الوحدة بين سوريا ومصر هو قيام نظام أمني يحكم البلاد ويقرر من الأعلى بدون معرفة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلد. وهذه القرارات أدت إلى تراجع سوريا بشكل كبير جداً رغم أن البلد كانت مشروع هونغ كونغ الشرق الأوسط، لكن تم القضاء على هذا المستقبل عندما تم القضاء على النظام الديمقراطي فيه”.

وذكر جمال سليمان بحلقات “مرايا وبقعة ضوء، وضيعة ضائعة، الولادة من الخاصرة” التي فيها نقد مباشر وغير مباشر للنظام الذي يقوم على القبضة الأمنية، لاستغلال المنصب والسلطة ولسوء الإدارة ورأينا أيضا الروايات التي حصلت حول العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتحول الكثير من المناضلين إلى مقاولين.وختم : “لو كان هناك تعاط جدي مع هذه المسلسلات لكنا فهمنا أن سوريا تواجه مشاكل كبيرة جداً من الأفضل أن تحل قبل أن نصل إلى مرحلة الصدام، وهذا هو دور الفن أن يطرح مشكلة قد تكون اليوم هي مشكلة محدودة ومحصورة، لكن إذا لم تعالج ممكن مع الوقت تبقى مشكلة اجتماعية كبرى، فالدراما السورية دقت ناقوس الخطر مرات عدة بطرق مختلفة عبر مسلسلات ذات صيغة سياسية اجتماعية أو حتى كوميدية”.

تابعنا عبر