شعار ناشطون

ترشيح “الثنائي” لفرنجية والمعركة المستحيلة

10/03/23 06:39 am

<span dir="ltr">10/03/23 06:39 am</span>

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

كان يفترض أن يطلق إعلان الثنائي دعم ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية دينامية في ملف رئاسة الجمهورية ونقله من حيز المراوحة وجلسات الرتابة النيابية إلى حيز البحث الجدي، لكن الوقائع تفيد أنّ الخطوة أربكت صاحب العلاقة بالمقدار الذي عقّدت فيه المشهد الإنتخابي بالنظر إلى تضارب المعطيات. حتى الساعة لم تتناسب حسابات الحقل مع حسابات البيدر بالموضوع الرئاسي.

مرتاحاً يظهر الثنائي لخطوته وتقول أوساطه إنّه بصدد المباشرة بمروحة مشاورات تعزز حظوظ مرشحه الرئاسية. أجاب الثنائي على تساؤل الدول الغربية حيال توقيت إعلان اسم مرشحه وأقفل الباب على التخمينات، من دون أن يسقط من إعتباره الشق المتعلق بالعقوبات والمتداول به في المحافل الدولية.

ومن المتوقع أن يقود رئيس مجلس النواب نبيه بري مشاورات داخلية مع أطراف وكتل نيابية أساسية لزيادة عدد الأصوات المؤيدة لفرنجية قبيل الدعوة إلى جلسة إنتخاب نيابية قريبة. لكن عين الجميع على السعودية وموقفها وإمكانية نجاح مساعي فرنجية في الإنفتاح عليها لإقناعها بجدوى ترشيحه. وفي حال لم يحصل الخرق المأمول في علاقة فرنجية مع السعودية يعني أنّ الإستحقاق الرئاسي سيكون عالقاً بين مرشحيْن معلنيْن وثالث غير معلن هو العماد جوزاف عون، مع تأكيد الثنائي على وجوب أن يكون ترشيحه مريحاً للمملكة وليس مستفزاً لها.

وبتأكيد الثنائي لن يكون «التيار الوطني الحر» بعيداً عن المشاورات، وتقول مصادره إن «حزب الله» كان أبلغه بعزمه على إعلان ترشيح فرنجية على لسان السيد نصر الله. وتقرأ في حديثه عن الحاجة إلى الثلثين في جلسة الإنتخاب وهو ما أكد عليه فرنجية، إشارة إيجابية باتجاه «التيار» لحرص الطرفين أي «حزب الله» وفرنجية على أن تكون العملية الإنتخابية من بوابة «التيار الوطني الحر» ورئيسه جبران باسيل وليس على حساب العلاقة معه. وهذا ما يؤكد بحسبها أنّ العلاقة بين «حزب الله» و»التيار» مفتوحة على تحسن، وشرطها أن يكون «التيار» شريكاً في الموضوع الرئاسي، وقد تشهد الأيام القليلة المقبلة لقاءات بين الطرفين تصب في هذا السياق.

يصر الثنائي على صوابية خطوته بإعلان ترشيح فرنجية قبل أن يعلن صاحب العلاقة موقفه، لكن توقعاته الإيجابية لا تعني أن طريق فرنجية سالكة باتجاه بعبدا. فالرجل وإن كان ينتظر حسم حليفه موقفه من ترشيحه علانية إلا أنّه كان المفضل له لو تمهل الثنائي إلى حين إعلان ترشحه بنفسه، قبل أن يظهر وكأنه مرشح «حزب الله» أو الثنائي الشيعي عموماً. وبهذا المعنى ليس معروفاً إذا كان إعلان الترشيح خدمه أم العكس. محرجة جاءت المسارعة إلى تبني ترشيحه وهي خطوة ستجعله عاجزاً عن التراجع ومصراً على خوض المعركة أياً كانت الصعوبات.

وتنقل معلومات موثوقة أنّ فرنجية الذي لم يكن مرتاحاً إلى إعلان الثنائي قبل إعلان موقفه بنفسه، صار عقب ذلك مصراً على إكمل مسار خوضه المعركة إلى نهايتها، وهو أبلغ المستفسرين أن لا تراجع عن ترشحه للرئاسة وهذا حقه الطبيعي ومن سبقه إلى الرئاسة لم يكن في أفضل حال منه خاصة وأنه رئيس تيار سياسي ويملك حيثية تمثيلية. ولذا فهو يرفض حضور أي إجتماع لا يعترف به ولا يؤيد ترشيحه للرئاسة. ومثل هذا الموقف كفيل بوضع العصي في دواليب مساعي بكركي للقاء مسيحي ويثبت حراجة موقف فرنجية الذي ظهر وكأنه مرشح محور مقابل محور آخر في معركة رئاسية يعتبرها كثيرون مستحيلة رغم إطمئنان الثنائي الشيعي لخوضها.

في عملية حسابية أجراها حديثاً ظهر للثنائي وجود 43 صوتاً مضمونة لصالح فرنجية ويتم العمل لتأمين أصوات إضافية يمكن أن ينالها من خلال نواب في «التيار» والإشتراكي والمستقلين من نواب السنة لكنه رهان غير مضمون النتائج. ذلك أنّ خروج بعض النواب عن خيار «التيار» غير مضمون لاختلاف المصالح وتضارب المحلي منها مع الدولي ولا يمكن ضمانة ولو قلة قليلة منهم، أما لناحية موقف وليد جنبلاط الذي يعوَّل على بري لتليينه، فإن أجواء الإشتراكي تستبعد القبول بخيار فرنجية، فيما يُستبعد خروج النواب السنة بغالبيتهم من تحت عباءة الموقف السعودي. المطلعون على موقف المملكة عن قرب يؤكدون إستحالة تغيير موقفها بدليل أن ممثل سياستها في لبنان يتجنب الحديث عن اسم فرنجية بالمباشر، ويستخلص هؤلاء إستحالة التواصل بين الطرفين رغم المحاولات الكثيرة التي يبذلها الأصدقاء المشتركون.

تابعنا عبر