أيقظت الإهانات العنصرية المتكرّرة ضد مهاجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور ذكريات سيئة في كرة القدم الإسبانية، تركت محطات سوداء في العقود الأربعة الماضية، أبرزها للكاميروني صامويل إيتو والبرازيليين رونالدو وداني ألفيش.
توماس نكونو يحكي..
رغم نجوميته في الكاميرون، لم يكن توماس نكونو معروفاً لدى وصوله إلى إسبانيول برشلونة في 1982. وقع الحارس العملاق ضحية الإهانات العنصرية ورمي الموز في ملعب كامب نو خلال الديربي ضد برشلونة.
روى أخيراً في مقابلة مع موقع “إل كونفيدنسيال”: “الطريف أن قسماً من الملعب كان ينعتني بكل الأوصاف، فيما كان القسم الآخر يطلق صافراته لإيقافهم. تعاملت مع الأمر دوماً وكأنه بمثابة تحدّ”كاميني ضحية
كان إدريس كاميني، مواطن نكونو وخليفته في إسبانيول، ضحية صيحات من قبل بعض مشجعي ريال سرقسطة في 2004.
علّق الحارس لإذاعة “كادينا سير” في 2017: “هي لحظتي الأسوأ. كنا متقدمين 1-0، ووصفوني بكل النعوت. حتى أن الحكم سألني إذا كنت قادراً على الاستمرار باللعب. تعرّضت لصدمة ذهنية لكني نجحت بمواصلة اللعب”.
لم تكن الحادثة الوحيدة له: بعدها بخمسة أشهر، وقع كاميني ضحية رمي الموز في ملعب أتلتيكو مدريد. كشف لقناة “موفيستار” في 2020: “عندما يعيش إنسان ما حدثاً مماثلاً، يمكن أن يعود إلى بيته وينتحر. لا يمكن لأحد أن يتخيّل ما عشته”.الظاهرة لم ينجو
في مارس (آذار) 2005، رمى المهاجم البرازيلي رونالدو عبوة مياه على مدرّجات فريق ملقا، بعد تعرّضه لهتافات عنصرية خلال مشاركته مع فريقه ريال مدريد.
قبلها بأيام، وفي الملعب عينه، ضرب المهاجم الكوستاريكي باولو وانتشوب مشجعاً لفريقه صاح بأصوات القردة.
إيتو.. دائماً عرضة
تخلّل السنوات الخمس التي أمضاها الأسطورة الكاميرونية صامويل إيتو في صفوف برشلونة (2004-2009) حوادث عنصرية، على غرار رمي المهاجم الكرة نحو جماهير خيتافي في 2004 بعد وقوعه ضحية لصيحات القردة.
بعدها بأسبوعين ضد ألباسيتي، وقع مجدداً ضحية للصيحات. في 2005، احتفل بعد تسجيله بتقليد القردة.
وفي 2006، قرر إيتو ترك المباراة في أرض سرقسطة، عندما كان يستعدّ لتنفيذ ضربة ركنية. قال للحكم”نو خويغو ماس!” (لن ألعب مجدداً)، فيما كان الأخير يحاول إقناعه بالردّ والبقاء على المستطيل الأخضر. بعد تدخل عدة أشخاص، عاد إيتو واستؤنفت المباراة. بعدها بعدة أيام، عاقب الاتحاد الإسباني سرقسطة بغرامة بلغت 9 آلاف يورو.ألفيش بدوره
في أبريل (نيسان) 2014، واجه الظهير البرازيلي لبرشلونة داني ألفيش حادثاً مماثلاً في فياريال. قبل تنفيذ ركنية، رُميت موزة باتجاهه. قرّر تقشيرها وقضمها كردّ على الإهانة، قبل ان يتابع اللعب وكأن شيئاً لم يحدث.
غُرّم فياريال 12 ألف يورو وقرّر النادي اغلاق المنصة المعنية لمباراة أمام جماهيره.
عام 2020، وقع مهاجم أتلتيك بلباو إينياكي وليامس ضحية أصوات القردة عند استبداله في ملعب إسبانيول برشلونة. واجهها الغاني سابقاً في خيخون عام 2016 عندما أوقف الحكم المباراة لدقائق قليلة.
وأدان رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيس هذه التصرفات، قائلا لصحيفة “ماركا” الأكثر مبيعاً في البلاد “كلّنا وليامس: العنصرية، هذا يكفي”. تعرّض مشجعان من إسبانيول لملاحقة قضائية.
تضمّ لائحة اللاعبين ضحايا العنصرية أسماء مثل نيكو وليامس، الغيني مختار دياخابي، المالي فريدريك كانوتيه، العاجي يحيى توريه، الكولومبي جيفرسون ليرما، وغيرهم.